في ظل تصاعد الدعوات لنزع السلاح.. حزب الله يقاوم بقوة ويستعد لمعركة الانتخابات

وسط ركام القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، توج ملصقات الحملات الانتخابية التى تحثّ على دعم حزب الله في الانتخابات التي تُجرى اليوم السبت، حيث يسعى الحزب إلى إظهار احتفاظه بنفوذه السياسي رغم الضربات التي تلقاها في حرب العام الماضي.
الانتخابات المحلية اللبنانية
بالنسبة لحزب الله، تُعدّ الانتخابات المحلية أكثر أهمية من أي وقت مضى، تزامنًا مع تزايد الدعوات لنزع سلاحه واستمرار الغارات الجوية الإسرائيلية، وفي ظلّ معاناة العديد من ناخبيه الشيعة من تداعيات الصراع.
وسارت الجولات الانتخابية الثلاث التي عُقدت هذا الشهر على خير ما يُرام بالنسبة للجماعة المدعومة من إيران. وفي الجنوب، لن تُجرى انتخابات في العديد من الدوائر الانتخابية، مما يمنح حزب الله وحلفائه انتصارات مبكرة.
يعكس المشهد الجنوبي المليء بالأنقاض الأثر المدمر للحرب، التي بدأت عندما بدأ حزب الله بشن هجمات منتظمة على إسرائيل في أكتوبر 2023 دعماً لحماس في أعقاب هجومها المدمر على جنوب إسرائيل.
هجوم إسرائيل علي لبنان
بعد ما يقرب من عام من الحرب، شنت إسرائيل هجوماً كبيراً على المنظمة. برز حزب الله كظل لما كان عليه في السابق، حيث قُتل قادته وآلاف من مقاتليه، وتضاءل نفوذه على الدولة اللبنانية بشكل كبير، واكتسب خصومه اللبنانيون نفوذاً.
انقلاب الموازين
وفي مؤشر على مدى انقلاب الموازين، أعلنت الحكومة الجديدة أنها تهدف إلى ترسيخ احتكار الدولة للسلاح، مما يعني أنه يجب على حزب الله نزع سلاحه.
إعلان
في ظل هذه الخلفية، تشير نتائج الانتخابات حتى الآن إلى أن "الحرب لم تحقق هدفها المتمثل في خفض شعبية حزب الله في المجتمع"، كما قال مهند الحاج علي من مركز أبحاث كارنيغي للشرق الأوسط، على العكس من ذلك، يشعر الكثير من الشيعة الآن أن مصيرهم مرتبط بمصير حزب الله.
استراتيجية دفاع وطني
من جهته، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى حوار مع حزب الله بشأن استراتيجية دفاع وطني، مما يعني ضمنًا مناقشة أسلحته، لكن المحادثات لم تبدأ بعد.
اتفاقية نزع الأسلحة
وشهد يوم الأربعاء اتفاق الرئيسين اللبناني والفلسطيني على أن الفصائل الفلسطينية لن تستخدم لبنان منصة انطلاق لأي هجمات ضد إسرائيل، وعلى نزع الأسلحة التي لا تخضع لسلطة الدولة اللبنانية.
وصرح وزير الخارجية يوسف راجي، المعارض لحزب الله، بأنه أبلغ لبنان بأنه لن تكون هناك مساعدات لإعادة الإعمار من المانحين الأجانب حتى تُرسي الدولة احتكارًا للسلاح.
إعادة الإعمار
وبدوره، ألقى حزب الله بعبء إعادة الإعمار على الحكومة واتهمها بالفشل في اتخاذ خطوات على هذا الصعيد، على الرغم من وعود الحكومة بالتزامها بذلك.
يزعم حزب الله أن أسلحته قد سُحبت من الجنوب، لكنه يربط أي نقاش حول ترسانته المتبقية بانسحاب إسرائيل من خمسة مواقع لا يزال يسيطر عليها، ووقف الغارات الإسرائيلية.
بنية تحتية قتالية
وتقول إسرائيل إن حزب الله لا يزال يمتلك بنية تحتية قتالية، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ، في الجنوب، واصفةً ذلك بأنه "انتهاك صارخ للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
وتقول إن المواقع الخمسة ضرورية للدفاع عن شمال إسرائيل من تهديد حزب الله، الذي خطط لهجوم على غرار هجوم 7 أكتوبر على البلدات الشمالية.
صرح مصدر دبلوماسي فرنسي بأن إعادة الإعمار لن تتحقق إذا استمرت إسرائيل في الضربات ولم تتحرك الحكومة اللبنانية بالسرعة الكافية لنزع السلاح.
كما يريد المانحون من بيروت أن تُجري إصلاحات اقتصادية.
11 مليار دولار لإعادة الإعمار
صرح هاشم حيدر، رئيس المجلس الحكومي للجنوب، بأن الدولة تفتقر إلى الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، لكنه أشار إلى التقدم المحرز في إزالة الأنقاض. ويقدر البنك الدولي أن لبنان يحتاج إلى 11 مليار دولار لإعادة الإعمار والتعافي