التقلبات المزاجية والاندفاعية قد تشير إلى اضطراب نفسي.. تعرفي عليه

كثير من الفتيات يعانين من التقلبات المزاجية والاندفاعية والمشاعر المتضاربة على مدار اليوم: غضب مفاجئ، حزن بلا سبب، قلق خانق، ثم تحسن مفاجئ كما لو أن شيئًا لم يحدث.
هذه الحالة ليست فقط "التقلبات المزاجية" كما قد يراها البعض، بل قد تكون علامة على اضطراب نفسي يُعرف باسم اضطراب الشخصية الحدية (BPD)، بحسب ما أوضحته أخصائية العلاج النفسي نهلة عبد الباقي ".
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
اضطراب الشخصية الحدية هو حالة نفسية تؤثر على طريقة التفكير والشعور تجاه الذات والآخرين، وتؤدي إلى صعوبة في تنظيم المشاعر والسلوكيات والتقلبات المزاجية ، يصيب هذا الاضطراب نسبة ليست قليلة من الشباب، خاصة الفتيات، ويظهر عادة في أواخر المراهقة أو بداية مرحلة الشباب.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية بحسب نهلة عبد الباقي:
بحسب عبد الباقي، فإن العلامات الأكثر شيوعًا تشمل:
- التقلبات المزاجية السريعة والمفاجئة
- اندفاعية في القرارات وردود الأفعال
- شعور دائم بالفراغ أو الملل
- خوف شديد من الهجر أو الرفض
- علاقات شخصية غير مستقرة
- صعوبة في ضبط الغضب
- ميول مؤذية للنفس أحيانًا
وتؤكد أن ظهور عدد من هذه الأعراض بشكل متكرر ومستمر قد يكون مؤشرًا واضحًا يتطلب التقييم النفسي.

العلاج النفسي هو الأساس
قالت الأخصائية إن العلاج النفسي، وبالأخص "العلاج السلوكي الجدلي"، هو الخيار الأول والأكثر فاعلية، في حين لا يُنصح بالأدوية إلا في حالات الاضطرابات النفسية المصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق.
وتشير الإحصائيات، وفق عبد الباقي، إلى أن أقل من ربع المرضى يحصلون على العلاج النفسي المتخصص، مما يدفع البعض إلى البحث عن بدائل مثل العلاجات الرقمية التي تُقدم تحت إشراف مختصين، وقد أظهرت نتائج واعدة بشرط توفر المتابعة الطبية.

رسالة إلى كل فتاة تواجه هذه الأعراض
وجهت عبد الباقي رسالة صريحة للفتيات قائلة: "لو بتعدي من مشاعر متضاربة بسرعة، بتحسي إنك مش فاهمة نفسك، وبتتضايقي من نظرات واستغراب الناس حواليكي.. فده مش ضعف، ومش عيب، يمكن تكوني محتاجة مساعدة نفسية، وده شيء طبيعي، القرار مش سهل، لكن التأخير مش في صالحك، العلاج النفسي مش بس هيساعدك تفهمي نفسك، ده كمان هيديلك أدوات للتعامل مع شريك حياتك، وأهلك، وحتى شغلك ويوفر الهدوء وانتظام التقلبات المزاجية."