42 سنة من العمل في تصليح الساعات وحكاية تعلم بدأت بالحب
"امرأة مصرية تحدت مهنة الرجال" .. 42 سنة بتصلح ساعات

في عالم تتغير فيه المهن وتتطور بسرعة، تظل هناك قصص إنسانية تستحق أن تُروى، قصص عن الصبر، التعلم، والإصرار، قصة اليوم عن سيدة مصرية "أم يوسف"، عاشت حياة كلها حب وشغف بمهنة قد لا تجذب الجميع، لكنها بالنسبة لها كانت ولا تزال حياة كاملة ومصدر فخر لا ينضب.
إرادة لا تلين، وحب لمهنة بسيطة لكنها تحمل عمقًا لا يُقدر بثمن:
بداية صغيرة… وحلم كبير
"أم يوسف" بدأت قصتها منذ أن كانت في الصف الثاني الابتدائي، عندما كان والدها يمتلك محل تصليح الساعات، من خلال مراقبتها له عن قرب، ومن شغفها الطفولي، تعلمت مبادئ المهنة بشكل عملي وعفوي، حيث لم يكن هناك دروس رسمية أو معاهد متخصصة، كانت تتعلم كل شيء بيديها، ببطء وصبر، حتى تمكنت من فهم آليات الساعات وتعقيداتها.
42 سنة من التفاني والعمل
على مدى أكثر من أربعة عقود، كرست هذه السيدة وقتها وجهدها لتطوير مهارتها، حيث أصبحت واحدة من أشهر وأبرع صانعات ومصلحات الساعات في منطقتها، رغم كل الصعوبات، لم تفكر في ترك المهنة أو الانتقال إلى شيء آخر، فكانت تجد في كل ساعة تصلحها قصة جديدة، وكل ساعة تعمل عليها تذكرها بوالدها وبحبها الذي نما مع الزمن.
تحديات كثيرة… لكنها لم تستسلم
واجهت خلال مسيرتها المهنية العديد من التحديات، خصوصًا كونها امرأة في مجال تقني تقليدي يشكل فيه الرجال النسبة الأكبر، لكن هذا لم يوقفها بل كان دافعًا لها لتثبت نفسها أكثر وتكسب احترام الجميع بحرفيتها واحترافها، كما كان عليها أن توازن بين مسؤولياتها الأسرية والعملية، وهذا ما جعل قصتها أكثر إلهامًا.
مهنة ليست مجرد عمل… بل حياة
بالنسبة لها تصليح الساعات ليس فقط مهنة، بل فن وشغف وحكاية عمر، تحكي كيف كانت الساعات القديمة التي تصلحها تحمل ذكريات لأصحابها، وهذا ما يجعل عملها ذو قيمة معنوية كبيرة.
رسالة لكل شاب وشابة
تختتم قصتها بدعوة الجميع للتمسك بما يحبونه، والتعلم من مصادر مختلفة، سواء كانت العائلة أو العمل أو حتى التجربة الشخصية، تؤمن أن الاجتهاد والمثابرة هما سر النجاح، وأن المهنة التي نحبها هي التي تجعل حياتنا ذات معنى.