خبير سياسي: الضغوط الجمركية وراء تُغير موازين دعم أوروبا لإسرائيل

كشف الكاتب والمحلل السياسي أحمد الصفدي عن تحوُّل جذري في الموقف الأوروبي تجاه الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن أوروبا بدأت تبتعد عن التبعية الأمريكية وتضغط لوقف المجازر الإسرائيلية بعد أن دفعت حكوماتها ثمنًا سياسيًا واقتصاديًا باهظًا.
أكد الصفدي ، في مداخلة هاتفية لقناة "النيل للإخبار" ، أن الموقف الأوروبي كان في ذيل الموقف الأمريكي منذ بداية الحرب، حيث تبنت دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا الرواية الإسرائيلية بشكل كامل، حتى إنها دعمت ادعاءات "تفحيم الجثث" بعد 7 أكتوبر، قبل أن تتراجع الولايات المتحدة عنها. لكن الضغط الشعبي وتغيير الحكومات كما حدث في فرنسا وبريطانيا أجبر القادة الأوروبيين على مراجعة مواقفهم ، خاصة بعد أن كشفت مجازر غزة عن وجه إسرائيل "المارق" كما وصفها.
قنبلة ترامب الجمركية وكرة النار الأوروبية
أشار الصفدي ، إلى أن المفاجأة جاءت مع تهديدات الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب "بفرض جمارك على الواردات الأوروبية، ما جعل أوروبا تشعر بأن "كرة النار" انتقلت من أمريكا إليها ، وأوروبا أدركت أنها ستتحمل تبعات اقتصادية كارثية لترضى إسرائيل وترامب ، فبدأت تبحث عن مخارج، منها وقف الحرب وتغيير الحكومة الإسرائيلية اليمينية ، منوها إلى أن استمرار المجازر لمدة 19 شهرًا ، واستخدام إسرائيل لسلاح التجويع والإبادة الجماعية ، جعل الصمت الأوروبي مستحيلًا.
وتابع دوافع أوروبا "ليست حبًا بفلسطين"، فهل هي أفاق الأوروبيون بسبب الفيديوهات أم لأن أمريكا تخلت عنهم؟ الحقيقة أن واشنطن أخبرتهم أن إسرائيل ستحقق نصرًا ساحقًا، لكن الكذبة انكشفت.
هل فات الأوان على الضغط الأوروبي؟
وطرح الصفدي ، تساؤلات حول قدرة أوروبا على لعب دور مؤثر الآن، مشيرًا إلى أنها لن تضغط على إسرائيل مباشرة، بل عبر واشنطن، مستغلة ورقة الجمارك والصفقات الاقتصادية التي تهم ترامب.
وكشف عن تقارير أوروبية تُعبّر عن خوف حقيقي من انهيار الدولة (إسرائيل) التي استخدمتها أوروبا كأداة في الشرق الأوسط،خاصة بعد فقدانها صورة الجيش الأخلاقي وواجة الديمقراطية.
وأشار المحلل السياسي، الي استغلال إسرائيل لحادث إطلاق النار سفارتها في واشنطن لترويج "فزاعة" جديدة لجذب اليهود، قائلًا: الحكومة اليمينية المتطرفة تبحث عن أي ذريعة لاستعادة وهم الأمان الذي انكسر بعد 7 أكتوبر، لكنه استبعد نجاحها، لأن الإسرائيليين يفرّون من صواريخ اليمن والمقاومة، ولن تغريهم دعايات الأزمات المصطنعة.
واختتم الصفدي حديثه ان أوروبا وأمريكا وإسرائيل باتوا في دوامة من التناقضات، حيث تتصادم المصالح الاقتصادية مع الانهيار الأخلاقي،مؤكدا أن الضغط الأوروبي لن يكون لصالح الفلسطينيين، بل لحماية اقتصاداتهم من انهيار محتم، بينما إسرائيل تواصل تجاهل العالم، معتمدة على حق القوي منذ 75 عامًا.