استشهاد 52 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة وإخلاء قسري لـ 14 حيا في شمال

استشهد ما لا يقل عن 52 فلسطينيًا، اليوم الخميس، في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفق ما أعلنت مصادر طبية محلية، بينما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارًا بإخلاء فوري لـ14 حيًا في شمال القطاع، بينها بيت لاهيا ومخيم جباليا، في مؤشر على توسيع العمليات العسكرية نحو مناطق مكتظة بالسكان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن السكان مطالبون بإخلاء هذه الأحياء فورًا، ضمن ما وصفه بـ"خطوات تكتيكية لتقليص الضرر"، وهو ما أثار مخاوف من موجة نزوح جديدة في وقت يعاني فيه القطاع من انهيار شبه تام في البنية التحتية الإنسانية.
مساعدات محدودة لا تكفي
يأتي هذا التصعيد بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة إدخال 90 شاحنة مساعدات إنسانية فقط إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهي الدفعة الأولى منذ أكثر من شهرين. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن عددًا من الشاحنات "تم اعتراضها من قبل سكان يعانون من الجوع"، موضحًا أن الشحنة "غير كافية على الإطلاق لتلبية احتياجات 2.1 مليون نسمة".
وقد استأنفت بعض المخابز في غزة إنتاج الخبز بعد وصول كميات من الدقيق، بحسب برنامج الأغذية العالمي، الذي أشار إلى أن المخابز تعمل بالتنسيق مع مطابخ الوجبات الساخنة لتوزيع الخبز على السكان.
نتنياهو: لا وقف للعملية العسكرية في غزة
رغم تصاعد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء استعداده لمناقشة "تهدئة مؤقتة"، لكنه شدد في المقابل على أن قطاع غزة سيكون "تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة" بعد انتهاء العملية العسكرية.
وفي خطاب هجومي مساء الخميس، اتّهم نتنياهو كلًا من فرنسا، بريطانيا وكندا بـ"تشجيع حماس على الاستمرار في القتال"، بعد أن ندد قادة تلك الدول بـ"الأفعال المشينة" لإسرائيل في غزة ولوّحوا بـ"إجراءات ملموسة" ما لم يتم إدخال المساعدات ووقف القتال.
ردود دولية وضغوط سياسية
أكد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أنه بصدد مراجعة اتفاق الشراكة مع إسرائيل، بينما طالبت السويد بفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين يدعمون الاستيطان. وردت إسرائيل على هذه الانتقادات بوصفها "سوء فهم تام للواقع"، في تصعيد دبلوماسي واضح.
وفي هذا السياق، صرّحت منظمات إغاثة دولية أن الكميات التي دخلت من المساعدات "لا تُذكر أمام حجم الكارثة"، بينما تواصل القوات الإسرائيلية هجومها "بلا هوادة"، وفق تعبير نتنياهو، للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزال عدد منهم محتجزًا في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
حصيلة الحرب وتداعيات أمنية دولية
وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، ارتفع عدد الشهداء في غزة منذ بداية الحرب إلى 53,762 قتيلاً، بينهم 3,613 قتيلًا على الأقل منذ استئناف القصف الإسرائيلي في 18 مارس، عقب هدنة مؤقتة استمرت شهرين.
وفي المقابل، أسفر هجوم حماس المفاجئ في أكتوبر عن مقتل 1,218 شخصًا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى احتجاز 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 أعلنت إسرائيل أنهم قُتلوا.
إطلاق نار أمام متحف يهودي في واشنطن
وفي تطور متصل، أعلنت الشرطة الأمريكية مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في هجوم مسلح وقع أمام المتحف اليهودي في واشنطن مساء الأربعاء. وتعهد نتنياهو بـ"محاربة معاداة السامية بلا هوادة"، مؤكدًا إصدار أوامر بتعزيز الأمن في البعثات الإسرائيلية حول العالم.
وأظهر فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة توقيف منفذ الهجوم، وهو يهتف: "الحرية لفلسطين"، في مشهد أثار إدانات متتالية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.