اتهامات بـ"معاداة السامية"
إدارة ترامب تبطل حق جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب

في تصعيد غير مسبوق، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إبطال الترخيص الممنوح لجامعة هارفارد لاستقبال الطلاب الأجانب، في خطوة من شأنها أن تؤثر مباشرة على الآلاف من الطلبة الدوليين وتُفجّر خلافًا جديدًا بين البيت الأبيض ومؤسسات التعليم العليا في البلاد.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في رسالة رسمية إلى رابطة "آيفي ليغ" التي تضم أعرق الجامعات الأمريكية: "بمفعول فوري، تم إلغاء ترخيص برنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب الخاص بجامعة هارفارد".
ويُعد هذا البرنامج الأساس القانوني الذي يتيح للجامعات الأمريكية استقطاب طلاب دوليين للدراسة والبحث، ما يجعل القرار بمثابة حظر أكاديمي فعلي على الجامعة.
اتهامات أيديولوجية وأمنية
يرى مراقبون أن القرار سياسي بامتياز، إذ اتّهم ترامب الجامعة بأنها "مؤسسة يسارية متطرفة منخرطة في أيديولوجيا اليقظة (Woke) ومعادية للسامية"، على خلفية رفضها المتكرر لطلب إدارته الخضوع لإشراف سياسي مباشر على سياسات التسجيل والتوظيف.
وبررت وزيرة الأمن الداخلي القرار بـ"فشل الجامعة في الامتثال لطلبات متعددة لتقديم معلومات تتعلق بالأمن الداخلي"، مضيفة أن حرم الجامعة "بيئة غير آمنة ومعادية للطلاب اليهود، وتشجع توجهات مؤيدة لحماس وتتبنى سياسات عنصرية تحت شعار التنوع والمساواة والإدماج".
هارفارد تحت المجهر السياسي
تُعد جامعة هارفرد واحدة من أبرز الجامعات في العالم، إذ تخرج منها 162 فائزًا بجائزة نوبل، واحتل طلابها الدوليون نسبة تجاوزت 27% من إجمالي المسجلين للعام الأكاديمي 2024-2025، وفق بياناتها الرسمية.
ويأتي هذا القرار في أعقاب حملة شديدة شنها ترامب ضد الجامعات التي تتبنى سياسات التنوع والتعددية، والتي يصفها بـ"المتطرفة"، خاصة بعد التظاهرات الطلابية المناهضة للحرب في غزة، والتي شارك فيها طلاب وأساتذة من عدة جامعات أمريكية بارزة.
ردود غائبة وقلق متصاعد
حتى لحظة نشر التقرير، لم تصدر جامعة هارفارد أي تعليق رسمي على القرار، في وقت ساد فيه الترقب في الأوساط الأكاديمية والدبلوماسية حول كيفية التعامل مع مئات الطلاب الدوليين المسجلين في برامجها.
ويُتوقع أن يُحدث القرار أثرًا واسعًا على ملف التعليم الدولي في الولايات المتحدة، وسط دعوات من منظمات تعليمية كبرى لوقف "تسييس التعليم العالي" وتحويل الجامعات إلى ساحات للصراع الأيديولوجي.