إنجاز طبي غير مسبوق في الشرق الأوسط
السعودية تنجح في زرع أول جهاز ذكي في الدماغ لعلاج الأمراض العصبية

في خطوة تُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في السعودية في إجراء عملية جراحية متقدمة لزرع جهاز ذكي داخل دماغ مريض، يهدف إلى تحسين السيطرة على الأمراض العصبية المزمنة مثل مرض باركنسون والصرع واضطرابات الحركة.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، يُعد هذا الابتكار قفزة نوعية في مجال العلاجات العصبية التكيفية، حيث يعمل الجهاز على رصد النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ وإرسال نبضات كهربائية دقيقة إلى المناطق المصابة، مما يُسهم في استعادة التوازن العصبي والتخفيف من الأعراض بشكل ملحوظ.
تحليل فوري واستجابة دقيقة
يعتمد الجهاز المزروع على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يقوم بتحليل الإشارات الدماغية بشكل فوري لتحديد الأنماط غير الطبيعية، ثم يتدخل تلقائيًا بإرسال نبضات كهربائية موجهة بدقة عالية لإعادة التوازن إلى النشاط العصبي. وتُمكن هذه التقنية المتقدمة من تقديم علاج شخصي متكيّف مع كل مريض لحظة بلحظة، دون الحاجة لتدخل يدوي دائم من الطاقم الطبي.
وأوضحت التقارير الطبية أن النتائج الأولية تبدأ بالظهور خلال الأسابيع الأولى بعد الزرع، فيما تتطلب المعايرة الدقيقة من شهر إلى ثلاثة أشهر لتحقيق الفائدة المثلى، عبر ضبط الجهاز بناءً على إشارات الدماغ الفعلية.
تقنيات طفيفة التوغل وتعافٍ سريع
تتميز هذه العملية باستخدام تقنيات جراحية طفيفة التوغل، تستغرق ما بين ثلاث إلى خمس ساعات فقط، دون الحاجة إلى شقوق واسعة، وهو ما يساهم في تقليل فترة التعافي والمضاعفات المحتملة. كما يُتيح ذلك للمريض العودة إلى ممارسة حياته اليومية في وقت قصير وبأمان أكبر.
وأشار فريق البحث إلى أن الجهاز يمكّن المرضى من تقليل جرعات الأدوية بنسبة تصل إلى 50%، ما يُخفف من الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج الدوائي التقليدي، ويُعزز شعور المرضى بالاستقلالية وتحسّن الحالة المزاجية والنفسية.
انعكاسات إقليمية وتطلعات بحثية
يُعد هذا الإنجاز دافعًا قويًا للمراكز الطبية في منطقة الشرق الأوسط لتعزيز استثماراتها في الأبحاث العصبية والذكاء الاصطناعي الطبي، خاصة في ظل ازدياد أعداد المصابين بالأمراض العصبية المزمنة، وارتفاع التكاليف المرتبطة بعلاجهم بالأدوية التقليدية. ومن شأن توطين مثل هذه الابتكارات أن يُقلل الاعتماد على العلاج في الخارج، ويُعزز من مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي للرعاية الصحية المتقدمة.