عاجل

ماتوا عطشا .. وفاة 11 لا جئا سودانيا في صحراء ليبيا

مقتل عدد من السودانيين
مقتل عدد من السودانيين بالصحراء الليبية

أعلنت السلطات الأمنية في مدينة الكفرة، جنوب شرق ليبيا، عن انتشال جثث 11 مهاجراً سودانياً، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم عطشاً بعد أن تعطلت السيارة التي كانت تقلّهم أثناء عبورهم الصحراء الكبرى باتجاه المدينة. 

وأوضح جهاز الإسعاف والطوارئ بالكفرة، في بيان رسمي، أن فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ 15 شخصاً آخرين كانوا برفقة الضحايا.

وأُشير في البيان إلى أن إحدى الناجيات، وتُدعى خديجة إبراهيم خميس، نُقلت إلى مستشفى في مدينة بنغازي لإجراء جراحة عاجلة في ساقها، بعد تعرضها لإصابة ناجمة عن الحادث.

صحراء الهروب والموت

تُعدّ الصحراء الممتدة بين السودان وليبيا طريقاً محفوفاً بالمخاطر يستخدمه اللاجئون الفارون من الحرب المستعرة في السودان. 

وشهدت هذه المناطق العشرات من الحوادث المشابهة، بين وفيات بسبب العطش، وحوادث سير، أو حالات اختفاء جماعي.

وفي حادثة سابقة مشابهة، أسفر انقلاب حافلة تقل لاجئين عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 23 آخرين أثناء محاولتهم دخول الأراضي الليبية من جهة الجنوب.

تزايد اللاجئين والضغوط المحلية

منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، تشهد مدينة الكفرة الليبية تدفقاً غير مسبوق للاجئين السودانيين، حيث تستقبل المدينة يومياً أكثر من ألف وافد، بينما يتجه نحو 700 منهم إلى مدن أخرى داخل ليبيا. وأكّد عميد بلدية الكفرة، عبد الرحمن عقوب، في تصريحات إعلامية، أن المدينة تواجه ضغوطاً متزايدة على بنيتها التحتية ومرافقها الصحية نتيجة هذا التدفق.

السودانيون يشكلون النسبة الأكبر من المهاجرين في ليبيا

وبحسب آخر تقارير المنظمة الدولية للهجرة، فإن السودانيين يشكلون ما نسبته 18% من إجمالي عدد المهاجرين في ليبيا، وهي نسبة مرشحة للارتفاع في ظل استمرار الحرب في السودان. وتشير الإحصاءات إلى أن غالبية المهاجرين يستخدمون ليبيا كنقطة عبور إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية.

وغالباً ما تتولى أجهزة الإسعاف والطوارئ الليبية مهمة إنقاذ الضحايا ونقلهم إلى المستشفيات، في ظل غياب آليات دولية منسقة لإدارة ملف اللاجئين عبر هذه المنطقة الحدودية شديدة الوعورة.

غياب ممرات آمنة وارتفاع ضحايا التهريب

تُسلط مأساة الكفرة الضوء على أزمة غياب الممرات الإنسانية الآمنة للاجئين الفارّين من الحرب في السودان، الذين يجدون أنفسهم مضطرين للجوء إلى مهربين وسماسرة ينقلونهم عبر طرق صحراوية قاسية مقابل مبالغ طائلة. وغالبًا ما تُستخدم سيارات غير مجهزة، دون توفير مياه كافية أو وسائل اتصال، ما يؤدي إلى تكرار سيناريوهات الموت عطشاً أو التيه في عمق الصحراء.

تم نسخ الرابط