مقبرة جماعية في أم درمان تفضح فظائع الدعم السريع في السودان

كشف الجيش السوداني، الخميس، عن عثوره على مقبرة جماعية في منطقة الصالحة جنوبي مدينة أم درمان، قال إنها تضم رفات مواطنين احتجزتهم ميليشيا الدعم السريع داخل إحدى المدارس خلال سيطرتها السابقة على المنطقة.
وذكر الجيش في بيان رسمي نُشر على صفحته عبر "فيسبوك"، أنه تمكن خلال عمليات تمشيط جنوب الخرطوم من تحرير مئات المدنيين والمتقاعدين من عناصر القوات النظامية، كانوا قد اختُطفوا من منازلهم بدوافع "عرقية"، دون أن توجه إليهم أي تهم قانونية.
مقاطع مصوّرة وشهادات
تداول عناصر من الجيش السوداني مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر ما قالوا إنها غرف إسمنتية احتُجز فيها الضحايا، وقد وُجدت الجثث مصطفة داخلها ومغطاة. وأفاد البيان أن عدد المحتجزين داخل المدرسة بلغ 648 مدنياً، توفي منهم 465 شخصاً نتيجة الإهمال ونقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية، قبل أن تُدفن جثامينهم في مقابر جماعية، بعضها احتوى أكثر من 27 جثة دفعة واحدة.
رواية الجيش ورواية الدعم السريع
أكد الجيش السوداني أن الكشف جاء خلال عمليات تطهير جنوب العاصمة بعد معارك ميدانية مكنته من استعادة السيطرة على منطقة الصالحة. وفي المقابل، نفت قوات الدعم السريع هذه المزاعم، وزعمت في بيان عبر تطبيق "تلغرام" أن الجثث تعود لرفات بشرية قديمة محفوظة في مشارح جامعية لأغراض تعليمية، قبل أن تتلف بسبب توقف أعمال الصيانة نتيجة الحرب المستمرة منذ عامين.
وأوضحت قوات الدعم السريع أن النيابة العامة كانت قد فتحت تحقيقاً سابقاً في هذا الملف، وتبيّن أن بعض الجثث سُلّمت فعلاً لكليات الطب دون التنسيق مع الجهات العدلية، وتم استجواب مسؤولين بالأكاديمية على خلفية ذلك.
تحذيرات من انتهاكات مضادة
وفي خضم هذا التصعيد الإعلامي والميداني، أفادت مصادر محلية بوقوع تجاوزات من قوات الجيش السوداني ضد مدنيين في منطقة الصالحة، تم اتهامهم بـ"التخابر" مع ميليشيا الدعم السريع، وسط مخاوف من تفاقم الانتهاكات بعد استعادة السيطرة على المنطقة.
من جانبها، استنكرت قوات الدعم السريع ما وصفته بـ"التوظيف السياسي" لقضية قديمة، قائلة إن الجيش يحاول استغلالها لتشويه صورة قواتها وإلصاق تهم "ملفقة" بها، داعية إلى تحقيق دولي مستقل.