الكرملين ينفي تقارير حول مفاوضات سلام وشيكة مع أوكرانيا في الفاتيكان

نفى الكرملين، اليوم الخميس، ما أوردته وسائل إعلام أمريكية بشأن التوصل لاتفاق على عقد مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا في مدينة الفاتيكان خلال الأسابيع المقبلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن "هذه التقارير غير صحيحة، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق بهذا الخصوص".
محادثات إسطنبول لم تُفض إلى هدنة
يأتي هذا النفي بعد أقل من أسبوع على اللقاء المباشر الذي جمع مسؤولين من روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ أكثر من ثلاث سنوات. ورغم الأهمية الرمزية للقاء، لم تسفر المحادثات عن أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو تخفيف حدة القتال.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت أن جولة جديدة من المفاوضات قد تُعقد في منتصف يونيو في الفاتيكان، وهو ما نفاه بيسكوف قائلاً: "لا توجد أي ترتيبات رسمية بهذا الشأن حتى الآن".
لا اجتماعات مقررة
كما رفض المتحدث باسم الكرملين تصريحات الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، التي أشار فيها إلى احتمال عقد "محادثات تقنية" في الفاتيكان الأسبوع المقبل، مؤكداً أن "لا توجد اتفاقات ملموسة بشأن أي اجتماعات مقبلة، ولا تزال الأمور بحاجة إلى مزيد من الترتيب".
لا تغير في الموقف الروسي
ورغم الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين، إلا أن موقف موسكو من الحرب في أوكرانيا لم يشهد أي تغيير، حيث لا تزال ترفض المقترح الأوكراني لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا.
وفي المقابل، تواصل روسيا الدفع بما تسميه "مذكرة تفاهم" غامضة، تتضمن شروطًا اعتبرتها كييف غير واقعية، وسط انتقادات دولية متزايدة لاستمرار الحرب وتبعاتها الإنسانية والأمنية.
موقف أوكرانيا من الوساطات الدولية
من جانبها، لم تُصدر السلطات الأوكرانية حتى الآن موقفًا رسميًا بشأن فكرة عقد محادثات في الفاتيكان، إلا أن كييف لطالما أبدت استعدادها للمشاركة في أي جهود دولية تهدف إلى إنهاء الحرب، شريطة أن تستند إلى انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية المحتلة. وتُصر القيادة الأوكرانية على أن أي تفاوض يجب أن يتم وفقًا للشرعية الدولية وسيادة أوكرانيا الكاملة على أراضيها.
دور الفاتيكان في الوساطة
يُعرف الفاتيكان بلعب أدوار وساطة في أزمات دولية متعددة، مستفيدًا من مكانته الروحية والرمزية كدولة محايدة. وسبق أن عبّر البابا فرنسيس عن رغبته في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وعرض استضافة محادثات سلام، لكن حتى الآن لم يتحقق أي اختراق حقيقي في هذا المسار. ويُنظر إلى تحركات الفاتيكان كجهد أخلاقي أكثر من كونه ذا تأثير مباشر على حسابات أطراف النزاع.