خاص|انقسام داخل الوفد بشأن النظام الانتخابي: داوود يرفض ويمامة: رأيه لا يمثلنا

كشفت مصادر سياسية مطلعة داخل أروقة حزب الوفد، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، عن وجود حالة من الانقسام الحاد والجدل المتصاعد بين قيادات الحزب حول مشروع القانون المقدم من النائب عبد الهادي القصبي وأكثر من عُشر أعضاء مجلس النواب، بشأن تعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب، وتعديل نظام تقسيم الدوائر الانتخابية، وهو ما أعاد إلى السطح ملف الخلافات المؤجلة داخل الحزب العريق، وأعاد طرح تساؤلات حول وحدة الموقف السياسي داخل الوفد.
انقسام داخلي يتجاوز حدود الرأي.. و"داوود" يرفع راية الرفض
ظهر هذا الانقسام بوضوح بعد أن أبدى النائب محمد عبد العليم داوود، أحد أبرز قيادات الحزب ووجوهه التاريخية تحت قبة البرلمان، رفضًا قاطعًا لمشروع القانون، معتبرًا أن النظام الانتخابي المقترح لا يحقق التوازن المطلوب، بل يحمل تهديدًا مباشرًا لحضور حزب الوفد في المشهد السياسي المقبل، واصفًا إياه بأنه "خطوة مرتجلة قد تضر بمستقبل الحياة الحزبية والتعددية في مصر".
وبحسب المصادر، يرى " داوود" أن الأفضل لمصر وللوفد تحديدا هو العودة للنظام الفردي الخالص أو اعتماد القائمة النسبية غير المشروطة، باعتبار أن هذين النموذجين أكثر قدرة على تحقيق التمثيل الحقيقي للمواطنين، وعلى تعزيز حضور الأحزاب السياسية ذات القواعد الشعبية.
أزمة ثقة بين القيادتين
وأشارت المصادر إلى أن الخلاف بين داوود ورئيس الحزب الدكتور عبد السند يمامة لم يعد مجرد تباين وجهات نظر، بل تطور إلى صراع سياسي داخلي مكتوم، يتخذ طابعا تنظيميا يعكس أزمة ثقة ممتدة، في ظل تبادل الاتهامات حول نوايا كل طرف.
وتؤكد المصادر أن داوود يرى أن رئيس الحزب يتعامل بمرونة مفرطة تُلامس التماهي مع السلطة التنفيذية، ولا يمتلك الجرأة الكافية للوقوف أمام ما يراه مشروعا مضرا بمستقبل الحزب، متهمًا إياه بمحاولة التودد للسلطة على حساب مواقف الوفد التقليدية كحزب معارض، له تاريخه في الدفاع عن التعددية والفصل بين السلطات.
وتابعت المصادر: في المقابل، فإن رئيس الحزب يرى، بحسب المقربين منه، أن داوود يصر على صناعة المعارك بلا طائل، ويعتمد نهج المعارضة الدائمة حتى في الملفات التي تتطلب التوافق السياسي والحزبي، مشيرًا إلى أنه يفضل إثارة الأزمات على حساب مصالح الحزب العليا.

يمامة يرد: هذا رأي فردي لا يعبر عن المؤسسة.. ونستعد لأي سيناريو انتخابي
وفي أول تعليق رسمي على الأزمة، قال الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، إن الحزب لا يتبنى على الإطلاق ما جاء في تصريحات النائب محمد عبد العليم داوود بشأن رفض مشروع القانون، مؤكدًا أن ذلك يمثل رأيا فرديا لا يُعبر عن رؤية الحزب كمؤسسة سياسية لها هيكلها وقرارها الجماعي.
وأضاف رئيس الوفد: «نحترم حرية الرأي داخل الحزب، ومن حق النائب داوود التعبير عن وجهة نظره، لكن لا يمكن اعتبار رأيه موقفًا رسميًا للحزب، حزب الوفد لديه موقف واضح من مشروع القانون المطروح، ونحن نرى أن ما تم تقديمه يحقق الحد الأدنى من التوازن السياسي المطلوب، ونتعامل معه على هذا الأساس".
وأشار إلى أن الحزب مستعد لخوض الانتخابات المقبلة تحت أي نظام انتخابي يتم التوافق عليه، مؤكدًا ثقته في كوادر الحزب وقواعده الجماهيرية وقدرته على التنافس والمشاركة الفاعلة، بما يتماشى مع إرثه السياسي العريق.
انقسام حاد
يأتي هذا الانقسام الحاد في وقتٍ تشهد فيه الساحة السياسية المصرية حالة من إعادة الترتيب تمهيدًا للانتخابات البرلمانية المقبلة، ما يضع حزب الوفد أمام اختبار داخلي حقيقي.
