واشنطن وطهران على طاولة روما.. سلام ترامب أم “ضوء أخضر” لتل أبيب؟

يَتجدّد غداً في روما المسار التفاوضي بين الولايات المتحدة وإيران، وسط رهانٍ جديد على “دبلوماسية ترامب” التي تقول طهران إنّها تفضّل الصفقة على الصدام.
مواجهة عسكرية مباشرة
أوضح الباحث السياسي محمد العالم ، في مداخلة مع قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ استئناف المباحثات لا ينفصل عن قناعة الإدارة الأمريكية الحالية بأنّ أي مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران ستستنزف الخزانة الأمريكية، وهو ما يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى تجنّبه مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي.
العالم شدّد على أنّ إسرائيل، برغم تصعيد نبرتها وخططها العلنية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لن تتحرّك من دون ضوءٍ أخضر واضح من واشنطن. حتى الآن، لا يبدو هذا الضوء وشيكاً؛ فالإدارة الأمريكية ما زالت تراهن على “العصا والجزرة”: تشديد العقوبات من جهة، وترك باب العودة إلى الاتفاق مفتوحاً من جهة أخرى شرط أن تقدّم طهران ضمانات صريحة بأنّ برنامجها النووي سيظلّ تحت سقف الاستخدام السلمي.
بنود التخصيب
ويعتقد الباحث السياسي أنّ مرونة ملحوظة قد تطرأ على بنود التخصيب إذا التزمت إيران بنسبة نقاء لا تتجاوز العشرين في المائة، وهو السقف الذي ترى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّه كافٍ للأغراض الصناعية والطبية، وبعيدٌ عن عتبة تصنيع القنبلة. في المقابل، تطالب طهران برفعٍ متدرّج للعقوبات واستعادة أموالها المجمّدة في الخارج.
ويرى العالم أنّ نجاح جولة روما سيتوقّف على قدرة واشنطن وطهران على ابتكار “صيغة حفظ ماء الوجه” لكل منهما: ترامب يحتاج إلى نصر دبلوماسي يسوّقه داخلياً، في حين تريد إيران اعترافاً بحقها في أنشطة نووية مدنية. أمّا إذا تعثّرت المحادثات، فإنّ “الخيار الإسرائيلي” سيظل مطروحاً، لكنّه سيبقى رهينة الضوء الأمريكي الذي لم يُشعل بعد.
أكدت جينجر تشابمان، عضو الحزب الجمهوري، أن العقبة الكبرى التي تواجه المفاوضات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني تتمثل في إصرار طهران على تخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ترفض تمامًا السماح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني يتضمن التخصيب، لما يحمله ذلك من تهديد للأمنين الإقليمي والدولي.
قضية تخصيب اليورانيوم
وقالت تشابمان، إن التباين في مواقف الأطراف الدولية، لا سيما في قضية تخصيب اليورانيوم بنسب متفاوتة، أدى إلى تعطيل مسار المفاوضات، معتبرة أن بعض الأطراف تستخدم هذا الملف كأداة لتعطيل التقدم عمداً.