تشكيك إيراني رسمي
المرشد الإيراني: لا أعتقد أن المحادثات مع الولايات المتحدة ستؤدي إلى أي شيء

في الذكرى الأولى لرحيل الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أنه لا يرى فائدة مرجوة من المفاوضات النووية غير المباشرة الجارية مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن طهران لن ترضخ لأي ضغوط بشأن ملف تخصيب اليورانيوم.
وقال خامنئي، في خطاب ألقاه خلال مراسم إحياء ذكرى مقتل رئيسي، إن طهران لن تنتظر إذن أحد لمتابعة سياساتها النووية، مضيفًا: "التصريحات الأمريكية من قبيل ‘لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم‘ كلام فارغ.. الجمهورية الإسلامية تمتلك سياسات مستقلة وستنفذها دون إذن أو موافقة من أحد".
لا نتائج متوقعة من الحوار
أضاف خامنئي: "لا نعتقد أن هذه المفاوضات ستؤدي إلى نتائج، ولا نعلم ما الذي يمكن أن يحدث مستقبلاً"، في إشارة واضحة إلى عدم ثقته في نوايا الجانب الأمريكي. كما لمح إلى أن لديه ما يكشفه لاحقًا أمام الشعب الإيراني حول الأسباب الحقيقية لإصرار واشنطن وحلفائها الغربيين على وقف التخصيب الإيراني.
جولة رابعة من المحادثات في مسقط
تأتي تصريحات خامنئي تزامنًا مع الجولة الرابعة من المباحثات غير المباشرة التي أُجريت بين وفدين إيراني وأمريكي في العاصمة العمانية مسقط، بوساطة سلطنة عمان. وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، في حين قاد الوفد الأمريكي المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف.
ووفقًا لما نقلته مصادر دبلوماسية، فقد وصفت الأطراف المشاركة هذه الجولة بأنها "مثمرة وتشهد تقدّمًا"، رغم تمسك كل طرف بمواقفه التقليدية، لا سيما فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
عقبة التخصيب تهدد أي اتفاق
تُعد قضية تخصيب اليورانيوم واحدة من أعقد العقبات التي تقف في طريق أي اتفاق جديد، حيث تسعى إيران لمواصلة أنشطتها النووية ضمن ما تصفه بـ"الأغراض السلمية"، بينما تعتبرها واشنطن وشركاؤها في الغرب تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وتطالب بفرض قيود صارمة عليها مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وتشير المؤشرات الحالية إلى أن الهوة بين الطرفين لا تزال واسعة، رغم الوساطة العمانية والمساعي الأوروبية لإعادة الأطراف إلى اتفاق عام 2015.