عاجل

بعد الزلازل المتكررة.. كيف تتغلب على فزع الهزات الأرضية أثناء النوم؟

الزلازل
الزلازل

الزلازل ليست فقط اهتزازات أرضية، بل صدمات نفسية قد تُرافقك ليلًا، وهو ما شعر به كثير من السكان بالقرب من مدينة مرسى مطروح، حيث تكرر الإبلاغ عن هزات أرضية داخل مصر بعد وقوع هزة أرضية في كريت، وتعد هذه المرة الثانية بعد أسبوع من زلزال اليونان، لذلك يصبح القلق الليلي لمن يقطنون في مناطق معرضة للنشاط الزلزالي، مصدر إزعاج دائم، يؤثر على جودة النوم والصحة النفسية بشكل عام.

أعراض الإصابة بفزع الزلازل

وتُعد الزلازل بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، من أكثر الكوارث الطبيعية التي تترك آثارًا نفسية متكررة، لا سيما عند حدوثها في الليل، حيث يكون الإنسان في أضعف حالاته وبدون استعداد ذهني. وقد تؤدي هذه الحالة إلى اضطراب يُعرف باسم "فزع ما بعد الزلزال"، وهو قريب من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ويظهر من خلال القلق الشديد، وصعوبة النوم، والكوابيس، وحتى الإحساس بهزات غير موجودة.

يُشير أطباء علم النفس إلى أن التعرض المتكرر لأخبار أو ذكريات الزلازل يزيد من الحساسية تجاه الإشارات البيئية أثناء النوم، مثل اهتزازات المكيف أو صوت الشباك، مما يجعل الدماغ يترجمها فورًا على أنها زلزال، فيدفع الجسم إلى رد فعل مفاجئ من الخوف أو الهروب، وهو ما يُعرف بـ "الاستجابة الفسيولوجية للفزع".

نصائح للتغلب على فزع الزلازل أثناء النوم

ولمواجهة هذه الظاهرة، ينصح الدكتور مايكل بروس، المتخصص في اضطرابات النوم، بعدة خطوات عملية:

1. إنشاء روتين نوم مريح يتضمن تقنيات استرخاء مثل التنفس العميق أو التأمل قبل النوم.
2. تقليل التعرض لمصادر القلق كأخبار الزلازل أو فيديوهات الهزات الأرضية قبل النوم.
3. استخدام وسائد وأغطية ثقيلة نسبيًا لطمأنة الدماغ بالحماية والاستقرار.
4. تثبيت الأثاث القابل للسقوط في غرفة النوم لطمأنة العقل الباطن.
5. اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي (CBT) إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة.

الزلازل لا يمكن التنبؤ بها، لكن الاستعداد النفسي لها جزء لا يقل أهمية عن الإجراءات الوقائية الفيزيائية. فالشخص الذي يطمئن نفسه ويهيئ بيئته للنوم بأمان، سيقلل من احتمالية تعرضه للفزع أو الاستيقاظ المفاجئ.

الزلازل على الرغم من رهبتها، يمكن التعايش مع آثارها عبر فهم النفس وتحسين البيئة المحيطة بالنوم. وبعد زلزال تكريت، ربما تكون الفرصة مواتية لإعادة النظر في مدى جاهزيتنا النفسية، وليس فقط المادية، للتعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية المتكررة.

تم نسخ الرابط