خالد الجندي: الناس اقترحوا إغلاق الكهف وترك أمر هؤلاء الفتية لله تعالى|فيديو

في حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" بعنوان "حوار الأجيال"، والمُذاعة عبر شاشة dmc، تناول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الدلالات الروحية والفقهية لقصة أصحاب الكهف كما وردت في القرآن الكريم، موضحًا أبعادها الفكرية والاجتماعية، وأهميتها في عصر تتعدد فيه الرؤى وتتباين فيه التفسيرات.
اختلاف الناس في شأن أصحاب الكهف
استهل الشيخ خالد الجندي حديثه بالإشارة إلى الآية الكريمة: "فقالوا ابنوا عليهم بنياناً"، موضحًا أن بعض الناس اقترحوا غلق الكهف وترك أمر هؤلاء الفتية لله تعالى، معتبرًا ذلك مثالًا حيًا على أهمية ترك بعض الأمور لحكمة الله المطلقة، خاصة حين تتعدد الآراء وتتضارب المواقف.
وأضافالشيخ خالد الجندي: "الآية التي تقول (ربهم أعلم بهم) هي بمثابة تذكير إلهي لنا، بعدم التسرع في إطلاق الأحكام على الأمور الغيبية، وضرورة التسليم بقضاء الله حين يعجز العقل عن إدراك الحكمة كاملة".
إشارة إلى دور ولاة الأمور
وتوقف الجندي عند الآية الكريمة: "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً"، موضحًا أنها تعكس دور ولاة الأمر في اتخاذ القرار النهائي، قائًلا "التعبير (غلبوا على أمرهم) يعني أن من بيده السلطة والنفوذ، هو من حسم مسألة بناء مسجد عند الكهف، وهذا يبرز أهمية القيادة في حسم الجدل المجتمعي."
كما أشار إلى أن بناء المسجد في هذا السياق لم يكن مجرد فعل عاطفي، بل يعكس رؤية اجتماعية ودينية تدعو إلى تخليد ذكرى الصالحين وربط العبرة بالعبادة.
المساجد ووجودها قبل بعثة النبي محمد
وفي فقرة أخرى من حديثه، أوضح الشيخ خالد الجندي أن أماكن العبادة، بما فيها المساجد، كانت موجودة قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن ليس بالضرورة بالمعنى المتعارف عليه حاليًا.
وأضاف: "العبادة كانت تمارس في أماكن متعددة وبصور مختلفة، والمسجد كمفهوم جامع للعبادة والعلم وإدارة شؤون المسلمين تبلور في العهد النبوي."

حوار الأجيال.. بين التدبر والتجديد
تندرج هذه الحلقة ضمن سلسلة "حوار الأجيال"، التي تهدف إلى تجديد الخطاب الديني وربطه بالواقع، وإبراز القيم القرآنية كمرجع للتعامل مع تحديات العصر. وقد أكد الجندي أن تدبر القصص القرآني يفتح أبوابًا للفهم العميق، ويمنحنا قدرة على التعامل مع التباين في الآراء بعقلية واعية.
اختتم الجندي حديثه برسالة روحية تدعو إلى التأمل في النصوص القرآنية وعدم التسرع في إطلاق الأحكام، مؤكدًا أن القرآن ليس مجرد نص يُتلى، بل رسالة تُفهم وتُطبّق بروح الحكمة والتسامح.