عاجل

خالد الجندي: الصلاة داخل أو بجوار الأضرحة جائزة بشروط

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن وجود الأضرحة أو القبور داخل أو بجوار المساجد لا يُبطل الصلاة، ولا يُعد مخالفة شرعية ما دام القبر ليس موضعًا للصلاة أو مقصدًا للعبادة، مشددًا على أهمية التفرقة بين احترام الصالحين وبين الوقوع في محظورات الشرك.

وجاءت تصريحات الشيخ خالد الجندي خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة dmc، حيث ناقش عددًا من القضايا التي أثارت جدلًا فقهيًا حول أحكام الصلاة في المساجد التي تحتوي على قبور أو الأضرحة.

توضيح الصلاة بجوار الأضرحة

أوضح الشيخ خالد الجندي أن الحديث النبوي: "لعن الله من اتخذ قبور أنبيائه مساجد" لا يعني تحريم الصلاة في المساجد التي بجوارها قبور، بل المقصود به النهي عن تحويل القبر نفسه إلى موضع للركوع والسجود، أو بناء مسجد فوق القبر بهدف العبادة له.

وأضاف الشيخ خالد الجندي: "هناك فرق بين مسجد بُني بجوار قبر، ومسجد بُني فوق القبر لغرض التعبد به فالأول جائز، والثاني هو ما ورد فيه النهي"، مؤكدًا أن كثيرًا من المساجد، مثل المسجد النبوي، تحوي قبورًا، ومع ذلك تُعد من أشرف بقاع الأرض، ولا خلاف بين العلماء في صحة الصلاة فيها.

وجود حاجز أو فاصل يصحح الصلاة

ولفت الشيخ خالد الجندي إلى أن الصلاة بجوار ضريح أو قبر صحيحة بشرط وجود حاجز أو فاصل بين المصلي والقبر، مشيرًا إلى أن غرف الأضرحة في المساجد تُغلق وقت الصلاة، ما يعني أن المصلين لا يُصلّون على القبر ولا يتوجهون إليه، بل إلى القبلة فقط.

وشدد الشيخ خالد الجندي على ضرورة الالتزام بأربعة شروط لضمان نقاء العقيدة وعدم الانزلاق في مظاهر الشرك عند زيارة الأضرحة: "عدم الطواف حول القبر، لأن الطواف عبادة لا تجوز إلا حول الكعبة .. عدم التمسح بالقبر أو الضريح، لأن البركة من الله وحده .. عدم النذر لصاحب القبر، فالنذر عبادة خالصة لله تعالى.. عدم الاستغاثة بالميت، لأن الاستغاثة لا تصح إلا بالله".

وأوضح: "الضريح لا يُعبد، ولا يُتخذ وسيطًا بين العبد وربه. الدعاء لله فقط، بلا وسيط، ميتًا كان أو حيًا."

<strong>الشيخ خالد الجندي</strong>
الشيخ خالد الجندي

بناء المساجد بالقرب من القبور

استشهد الجندي بالآية الكريمة: "قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا"، مشيرًا إلى أن هذه الآية تؤكد جواز بناء المساجد بجوار قبور الصالحين، طالما لا تتحول إلى أماكن شرك أو عبادة لغير الله.

اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة لا حرج فيها شرعًا، شرط أن يكون الهدف منها عبادة الله وحده دون شريك، مع نقاء العقيدة ووضوح النية، مشيرًا إلى أن الفهم الصحيح للنصوص الدينية هو الضمان الأول لحماية العقيدة من الانحرافات.

تم نسخ الرابط