ملايين السوريين يواجهون خطر الجفاف.. أزمة مائية تهدد الزراعة والأمن الغذائي

في تقرير جديد بثته قناة "القاهرة الإخبارية"، حذّرت مصادر دولية ومحلية من كارثة إنسانية وبيئية تلوح في الأفق في سوريا، نتيجة جفاف شديد يضرب مناطق واسعة من البلاد. الجفاف يهدد بتفاقم أزمة الأمن الغذائي، ويضع ملايين السوريين في مواجهة مباشرة مع شبح الفقر والجوع.
انخفاض مستويات الأمطار
تُعدّ سوريا من الدول التي تعتمد بشكل كبير على الأمطار الموسمية لتغذية مصادر المياه الجوفية وسدود الري. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً حاداً في معدلات الهطول المطري، ما أدى إلى انخفاض حاد في منسوب المياه في الأنهار والسدود، خاصة في شمال وشرق البلاد، وهما من أبرز المناطق الزراعية في سوريا.
وفقًا للتقرير، فإن آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية لم تعد صالحة للزراعة نتيجة الجفاف، ما تسبب في خسائر فادحة للفلاحين وأدى إلى تراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل القمح والشعير والخضروات. ومع ارتفاع أسعار الوقود والأسمدة، أصبح من شبه المستحيل على كثير من المزارعين الاستمرار في الإنتاج الزراعي.
تزايد معدلات النزوح بسبب شح المياه
تشير تقارير منظمات الإغاثة الدولية إلى أن نقص المياه دفع آلاف العائلات إلى النزوح من مناطقها الأصلية نحو المدن الكبرى أو إلى مناطق توافر المياه، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على المناطق المستقبِلة للنازحين. ويتزامن ذلك مع ضعف البنية التحتية والخدمات الأساسية، ما يزيد من حجم المعاناة الإنسانية.
حذّرت منظمات تابعة للأمم المتحدة من أن استمرار موجات الجفاف قد يؤدي إلى أزمة غذائية غير مسبوقة، حيث تعتمد ملايين العائلات السورية على المنتجات الزراعية كمصدر رئيسي للغذاء والدخل. ويخشى خبراء أن يؤدي ضعف الإنتاج المحلي إلى زيادة الاعتماد على المساعدات الإنسانية، في وقت يشهد فيه التمويل الدولي تراجعاً ملحوظاً.

دعوات وخطط استجابة مستدامة
دعا التقرير إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي والحكومات المعنية لدعم برامج الاستجابة السريعة ومشاريع إدارة الموارد المائية، بما في ذلك حفر آبار جديدة وتحديث شبكات الري وتطوير الزراعة الذكية المقاومة للجفاف. كما طالب بتقديم دعم مباشر للفلاحين لضمان استمرار الإنتاج الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات والمساعدات الخارجية.