عاجل

دار الإفتاء: القوامة مسؤولية وليست تسلطًا للرجل

الشيخ عويضة عثمان
الشيخ عويضة عثمان

كشف الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن المعنى الحقيقي لمفهوم القوامة في الحياة الزوجية، مبينًا أنها ليست سلطة أو تحكم، بل هي مسؤولية شرعية واجتماعية تُلزم الرجل برعاية الأسرة والإنفاق عليها، مع التأكيد على أهمية الحوار والتشاور مع الزوجة.

القوامة ليست تسلطًا

أكد الشيخ عويضة عثمان، خلال لقائه في برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، أن القوامة لا تعني التسلط أو الانفراد بالقرارات، بل هي تكليف شرعي يحمّل الرجل مسؤولية الإنفاق على زوجته وأولاده، وتوفير الأمان والرعاية للأسرة وهى من أساس الحياة الزوجية.

تكليف ليست تشريف

وقال الشيخ عويضة عثمان: "القوامة تكليف وليست تشريفًا، وهي لا تعني أن للرجل الحق في التحكم أو القهر، بل هي التزام بتحقيق مصلحة الأسرة، وتلبية احتياجاتها المادية والمعنوية ضمن قواعد الحياة الزوجية."

مفاهيم مغلوطة

وأوضح الشيخ عويضة عثمان أن كثيرًا من الناس يفهمون القوامة بشكل خاطئ، ويظنون أنها تعني أن الزوج هو صاحب القرار المطلق في كل شئون الأسرة، وأن الزوجة لا يحق لها الاعتراض أو المناقشة.

وأضاف: "هذا فهم غير صحيح، فالشرع لم يجعل الرجل متسلطًا، بل دعا إلى المشاورة بين الزوجين ضمن المودة والرحمن في الحياة الزوجية، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يستشير زوجاته، وعلى رأسهن السيدة أم سلمة رضي الله عنها."

شراكة في الرأي

استشهد الشيخ عويضة بموقف النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، عندما أخذ برأي السيدة أم سلمة، ليؤكد أن المشورة بين الزوجين ليست منقصة، بل هي من صميم تعاليم الإسلام.

وقال: "الإسلام دعا إلى الشراكة في الرأي، وليس من الصحيح أن ينفرد الرجل باتخاذ كل القرارات، بل يجب أن يستمع لرأي زوجته، فذلك يقوي العلاقة ويعزز روح التعاون داخل الأسرة."

الجانب المالي

وأشار الشيخ إلى أن القوامة تشمل الجانب المالي أيضًا، حيث يتحمل الرجل مسؤولية الإنفاق على زوجته وأولاده، حتى وإن كانت الزوجة أغنى منه.

وأوضح: "الشرع لم يُوجب على الزوجة الإنفاق، بل على الرجل، وهذا يعكس عمق المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويؤكد أن القوامة ليست امتيازًا بقدر ما هي عبء ومسؤولية."

اتخاذ القرار 

اختتم أمين الفتوى حديثه بالتأكيد على أن القوامة لا تعني أن الرجل وحده يملك حق اتخاذ القرار، بل قد يكون رأي الزوجة أصوب في بعض المواقف، مشددًا على ضرورة التعامل معها بالرحمة والاحترام، تحقيقًا للتوازن والشراكة في الحياة الزوجية.

وقال: "القوامة لا تُقصي المرأة، بل تُحتم على الرجل أن يكون عادلاً، متفهمًا، وأن يسير البيت بروح التعاون، فهكذا تُبنى الأسر الناجحة."

<strong>برنامج فتاوي الناس</strong>
برنامج فتاوي الناس

القوامة في الإسلام 

ومن خلال توضيحات دار الإفتاء المصرية، يتضح أن القوامة ليست وسيلة للتسلط أو فرض السيطرة، بل هي نظام تكاملي يقوم على المسؤولية، العدالة، والمشاورة، ويهدف إلى تحقيق الاستقرار الأسري ضمن إطار من الرحمة والمودة.

تم نسخ الرابط