خبيرالشؤون الإسرائيلية: نتنياهو يخوض حرباً لا يستطيع ربحها ولا إنهائها

كشف الدكتور سهيل دياب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عن تحليلات عميقة بشأن التطورات الأخيرة في الحرب على قطاع غزة،والخلافات الحادة داخل الكيان الإسرائيلي بين اليمين المتطرف والجيش، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية المتزايدة لإنهاء الحرب.
وأشار:دياب في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية " إلى التحليل الذي نشرته صحيفة أمريكية تحت عنوان"إسرائيل تترنح وسط خلافات بين اليمين المتطرف والجيش حول استراتيجيات غزة" مؤكدًا أن هذا الموضوع يحظى باهتمام كبير في الأوساط الإسرائيلية المغلقة ووسائل الإعلام.
وأوضح: أن إسرائيل تواجه معضلة كبرى: فهي "لا تريد ولا تستطيع" التقدم نحو صفقات لتبادل الأسرى لأسباب سياسية داخلية، وفي الوقت نفسه لا ترغب في خوض حرب شاملة لاحتلال غزة كاملةً لأسباب أمنية ولوجستية وأخلاقية، وحذر من أن أي عملية عسكرية كبرى قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، منها: عدم عودة الأسرى الإسرائيليين الأحياء، بل جثثًا في نعوش، مما قد يُحدث صدمة في المجتمع الإسرائيلي، عدم ضمان تحقيق أهداف الحرب حتى لو تم احتلال غزة، حيث لا تزال إسرائيل بعد عامين من القتال عاجزة عن تحديد مواقع القيادات الفلسطينية أو الأنفاق الرئيسية.
وأشار: دياب إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجنب الالتحام المباشر مع المقاومة، ويعتمد على القصف الجوي والمدفعي وعمليات الكوماندوز المحدودة، مما يعكس عدم رغبة إسرائيل في التورط بعمق في غزة، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"يريد إدارة الحرب دون الذهاب إلى صفقة تهدد حكومته، أو إلى احتلال كامل يدفع ثمنه باهظًا".
المفاوضات المتعثرة
وانتقل الخبير إلى تصريح رئيس الوزراء القطري الذي أعلن أن مفاوضات وقف إطلاق النار لم تسفر عن نتائج بسبب خلافات جذرية، واعتبر دياب أن هذا التصريح بمثابة تحذير للولايات المتحدة والداخل الإسرائيلي، مفيدًا بأنه:رسالة واضحة مفادها أن التعويل على الموافقة الإسرائيلية دون ضغط أمريكي حاسم سيؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة.
وتوقع دياب أن يتعدى هذا الانفجار الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ليصل إلى توسع إقليمي قد يستهدف المصالح الأمريكية نفسها، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية بالشرق الأوسط، كما أشار إلى أن أي تصعيد كبير سيهدد الاتفاقيات الأمريكية في الخليج، بما فيها تلك التي عقدها الرئيس دونالد ترامب.
الضغوط الأمريكية
و أوضح :دياب أن واشنطن لا تسعى بالضرورة لوقف الحرب فورًا، بل تريد تحقيق أمرين:تدمير غزة قدر الإمكان تمهيدًا لتحويلها إلى منطقة استثمارية عقارية أمريكية تحت انتداب مؤقت، حماية مصالحها الإستراتيجية من تداعيات الحرب الطويلة، خاصة مع تزايد المخاوف من توسع النزاع إلى سوريا أو إيران.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت تشعر بتهديد حقيقي لمصالحها، مما دفعها للضغط تدريجيًا على نتنياهو، لكنها تنتظر اللحظة المؤاتية لفرض تسوية تحقق أهدافها.
و اختتم دياب تحليله بالتأكيد على أن إسرائيل تواجه مأزقًا في وجودها : فاستمرار الحرب يهدد استقرارها الداخلي، بينما أي تسوية سياسية تُنهي حكومة نتنياهو، وفي المقابل، فإن الضغوط الدولية والتحذيرات القطرية والبريطانية تشير إلى أن المنطقة على حافة انفجار قد يُعيد رسم التحالفات الإستراتيجية.