عاجل

القارئ المحقق وأستاذ التجويد.. من هو شيخ عموم المقارئ عامر السيد عثمان؟

الشيخ عامر السيد
الشيخ عامر السيد عثمان

لن تجد مصحفًا طُبع خلال القرن الفائت في مصر، أو المملكة السعودية، وبلدان إسلامية كثيرة أخرى؛ إلا وعليه اسم الشيخ عامر السيد عثمان، شيخ عموم المقارئ المصرية والأستاذ الذي علَّم أجيالًا فنون التجويد، ومراجع المصاحف ومسؤول التدقيق لكتاب الله.

وفي السطور التالية يرصد موقع «نيوز رووم» في ذكرى وفاة شيخ عموم المقارئ المصرية عامر السيد عثمان، نرصد أهم المحطات في مسيرته.

عامر السيد عثمان (1318- 1408 هـ/ 1900- 1988م)

وُلد الشيخ عامر السيد عثمان في قرية ملامس التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، يوم الأربعاء 16 المحرَّم 1318 هـ الموافق 16 مايو 1900م. حفظ القرآن الكريم وتلقَّى القراءات على يد الشيخ عبد الرحمن سبيع وخليفته الشيخ همَّام قطب. ومن زملائه في الطلب والقراءة محمد سليمان الشندويلي شيخ قرَّاء مسجد الحسين في القاهرة.

الشيخ عامر السيد عثمان
الشيخ عامر السيد عثمان

حضر الشيخ عامر السيد عثمان إلى القاهرة، وأخذ ينهل من مَعين العلم في الأزهر ومكتبات القاهرة الواسعة، وانكبَّ على دراسة المخطوطات، واتخذ لنفسه حَلْقة بالجامع الأزهر الشريف سنة 1935م، واستعان به الشيخ محمد علي الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية حينئذ في تحقيق المصاحف ودراستها؛ لما عُرف عنه من دقة وسَعة علم. وكان على رأس الكوكبة الأولى من أساتذة معهد القراءات بكلية اللغة العربية عند إنشائه سنة 1943م. وأُسندت إليه مقرأة الإمام الشافعي سنة 1947م.

نشأ وعاش فقيرًا، وكان يعمل (شيال خُبز) في أحد الأفران، ولم تتحسن ظروفه إلا آخر عمره (قبل وفاته بحوالي 3 سنوات) عندما انتقل للعمل في مجمع الملك فهد للمصاحف، وكان مريضًا، ويتكلم بالإشارة، آخر سبع سنوات في حياته.

خادم لكتاب الله.. ما هي جهود الشيخ في تسجيل المصاحف المرتلة والمجوَّدة؟

أشرف على تسجيل المصاحف المرتلة والمجوَّدة في الإذاعة لكبار القراء أمثال الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صدِّيق المنشاوي، والشيخ مصطفى إسماعيل.

حقق الشيخ عامر السيد عثمان العديد من كتب القراءات مثل "فتح القدير في شرح تنقيح التحرير"، و"شرح منظومة الإمام إبراهيم علي السمنودي"، و"لطائف الإشارات في شرح القراءات" للإمام القسطلاني شارح البخاري.

اختير شيخاً لعموم المقارئ المصرية في عام 1981م خلفًا للشيخ محمود خليل الحصري. وفي عام 1985م سافر إلى المدينة المنورة ليكون مستشارًا في مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

الشيخ عامر السيد عثمان
الشيخ عامر السيد عثمان

وفاة الشيخ عامر السيد عثمان

فقدَ أحباله الصوتية في السنوات السبع الأخيرة من حياته، بسبب الجهد الرهيب لأحباله الصوتية في تعليم القرآن، حوالي 75 عامًا، وأحباله لم تتوقف ليوم واحد.. طيلة اليوم كله.. وهو شرفٌ عظيم..

وكان يدرّس لتلاميذه القراءة، فلا يفصح لهم إلا بشهيق وإيماء، ثم مرض مرض الوفاة، وكان طريح السرير الأبيض بالمستشفى، ففوجىء أهل المستشفى بالمدينة المنوّرة، بالرجل المريض فاقد الحبال الصوتية يقعد، ويدندن بكتاب الله، بصوت جهوري عذب، مدة ثلاثة أيام متتالية، ختم فيها القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، ثم أسلم الروح إلى بارئها .

توفي عامر السيد عثمان في المدينة المنورة، يوم الجمعة 3 شوال 1408 هـ الموافق 20 مايو 1988م، ودُفن في البقيع.

تم نسخ الرابط