ضيق التنفس وانتفاخ البطن.. إشارتان قد تنذران بأمراض خطيرة

قد يمر الإنسان بلحظات يشعر فيها بصعوبة في التنفس أو انتفاخ البطن، وغالبًا ما يتم التعامل مع كل من هذين العرضين بشكل منفصل على أنه أمر مؤقت أو عابر.
لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن اجتماع ضيق التنفس مع انتفاخ البطن قد يكون مؤشرًا على وجود حالة صحية تستدعي الانتباه والتشخيص الفوري.
فبحسب ما نشره موقع "Healthline" ونقله موقع "الكونسلتو"، فإن هناك مجموعة من الأسباب المرضية التي قد تقف وراء تزامن ضيق النفس وانتفاخ البطن، بعضها يرتبط بأمراض الجهاز الهضمي، والبعض الآخر يعود إلى مشاكل في القلب أو اضطرابات في الجهاز التنفسي أو حتى أمراض الكبد.
أولًا: ما هو ضيق التنفس؟
ضيق التنفس هو شعور غير طبيعي بصعوبة في إدخال الهواء إلى الرئتين أو إخراجهما منهما. قد يحدث بشكل مفاجئ أو تدريجي، ويصاحبه في بعض الأحيان إحساس بالاختناق أو تسارع في ضربات القلب أو حتى دوخة وقلق.
ثانيًا: ماذا يعني انتفاخ البطن؟
انتفاخ البطن هو شعور بالامتلاء أو التضخم في منطقة البطن، وغالبًا ما يكون نتيجة لتراكم الغازات أو السوائل أو الطعام غير المهضوم. وعلى الرغم من أنه عرض شائع، إلا أن ارتباطه بأعراض تنفسية قد يكون إنذارًا بمشكلة صحية عميقة.
الأسباب المحتملة لظهور ضيق التنفس مع انتفاخ البطن:
1. ضغط البطن على الحجاب الحاجز
عندما ينتفخ البطن بشكل مفرط، قد يضغط على الحجاب الحاجز (العضلة التي تفصل بين البطن والصدر والمسؤولة عن عملية التنفس)، مما يؤدي إلى الشعور بصعوبة في التنفس، خاصة أثناء الجلوس أو الاستلقاء.
2. القولون العصبي (IBS)
يُعد من أكثر الأسباب شيوعًا للانتفاخ، ويؤدي إلى تراكم الغازات وصعوبة في الهضم، ما يسبب ضغطًا داخليًا يمكن أن يتداخل مع وظيفة الرئتين الطبيعية.
3. الارتجاع المعدي المريئي (GERD)
ارتجاع الأحماض من المعدة إلى المريء قد يسبب الشعور بامتلاء الصدر وضيق النفس، ويُعتقد أن هذه الحالة ترتبط مباشرة بانتفاخ البطن بعد الوجبات.
4. الفتق الحجابي
وهو اضطراب يحدث عندما يندفع جزء من المعدة إلى الأعلى عبر الحجاب الحاجز نحو التجويف الصدري. هذا النوع من الفتق يؤثر على التنفس بشكل مباشر ويسبب شعورًا دائمًا بالضغط والانتفاخ.
5. تراكم السوائل في البطن (الاستسقاء)
يحدث غالبًا بسبب أمراض الكبد أو الكلى أو فشل القلب، حيث تتجمع السوائل داخل تجويف البطن، ما يرفع الضغط على الرئتين ويعيق حركتهما.
6. فشل القلب الاحتقاني
من أكثر الأسباب الخطيرة لهذا التزامن؛ حيث يؤدي ضعف عضلة القلب إلى احتباس السوائل في الجسم، بما في ذلك الرئتين والبطن، مما يؤدي إلى صعوبة شديدة في التنفس وانتفاخ مستمر.
7. أمراض الرئة المزمنة
مثل الانسداد الرئوي المزمن أو الربو، قد تؤدي إلى شعور دائم بضيق النفس، وإذا رافقها احتباس للسوائل في الجسم فقد تظهر أعراض البطن المنتفخ.
متى يجب استشارة الطبيب فورًا؟
إذا استمر ضيق التنفس لأكثر من بضع دقائق دون تحسن.
إذا كان هناك انتفاخ واضح في البطن مصحوب بألم أو غثيان أو تغير في لون الجلد.
إذا ظهرت أعراض أخرى مثل آلام في الصدر، تغير لون الشفاه إلى الأزرق، أو صعوبة في البلع.
إذا كانت الأعراض تتكرر أو تزداد سوءًا بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء.
كيف يمكن التخفيف من هذه الأعراض أو الوقاية منها؟
1. تنظيم الوجبات الغذائية
– تجنّب الأطعمة المسببة للغازات مثل البقوليات والمشروبات الغازية.
– تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا.
– الابتعاد عن وجبات العشاء الثقيلة قبل النوم.
2. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
النشاط البدني يحفز عملية الهضم ويقوّي الجهاز التنفسي، مما يساعد على تقليل الانتفاخ وتحسين التنفس.
3. الحفاظ على وزن صحي
الوزن الزائد يزيد الضغط على عضلات التنفس وأعضاء الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى تكرار الأعراض.
4. التحكم بالتوتر
الإجهاد النفسي قد يؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي وصعوبات التنفس، لذلك من المفيد ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا.
رغم أن ضيق التنفس وانتفاخ البطن قد يبدوان في الظاهر أعراضًا بسيطة أو غير مترابطة، إلا أن تزامنهما قد يُخفي خلفه مؤشرات لأمراض تستحق الانتباه.
لذلك، لا تتردد في استشارة الطبيب عند استمرار هذه الأعراض أو تكرارها، فالتشخيص المبكر يُمكن أن يكون المفتاح نحو العلاج الفعّال والوقاية من مضاعفات أكثر خطورة.