لبيك اللهم لبيك.. محافظ الغربية يودع الحجاج قبل سفرهم للأراضي المقدسة

عند منتصف الليل، وبين زغاريد الأمهات، ودموع الوداع، وأحضان لا تُنسى، كان المشهد مختلفًا في الغربية، هناك، حيث اصطف 450 حاجًا وحاجة من أبناء الجمعيات الأهلية، انطلقت رحلة العمر صوب بيت الله الحرام، وسط أجواء روحانية لا تُوصف.

محافظ الغربية، اللواء أشرف الجندي، لم يكتفِ بالحضور الرسمي، بل قرر أن يكون جزءً من المشهد الإنساني، فصافح الحجاج واحدًا تلو الآخر، ودعا لكل منهم: "حج مبرور.. وعودة آمنة لمصر الحبيبة".

ليلة من نور وقلوب على سفر

رافق المحافظ في تلك اللحظات الأستاذة حسناء إبراهيم، وكيلة وزارة التضامن، وعدد من المسؤولين، لكن الأبطال الحقيقيين كانوا الحجاج وأسرهم، الذين تبادلوا الدموع والوصايا والابتسامات المرتعشة قبل صعود الأتوبيسات التي ستنقلهم إلى الأراضي المقدسة.

"أنتم تمثلون مصر في أطهر مكان على وجه الأرض"، قالها الجندي بلهجة أبٍ يوصي أبناءه، ثم أضاف: "ادعوا لها بالأمن.. فهي أمانة في رقابكم".

تنظيم دقيق واهتمام لا يغيب

وأكد الجندي أن الدولة لم تدّخر جهدًا في توفير كافة سبل الراحة والرعاية، من لحظة إعلان القرعة العلنية النزيهة، وحتى مغادرة الحجاج إلى رحلتهم المباركة. ووجّه الشكر لمديريات التضامن والصحة والأوقاف، التي نسّقت لتقديم خدمات طبية وتوعوية على أعلى مستوى.

مشاهد لا تُنسى

على جانب الطريق، كانت هناك سيدة مسنّة تقبّل يد ابنها وتبكي بحرقة، ورجل يحمل مصحفًا صغيرًا يُهديه لزوجته قبل السفر، وطفل يرفع يده بالدعاء: “ارجعوا لنا بالسلامة”.

الغربية لم تودّع حجاجها فقط.. بل ودّعت قلوبها على أمل اللقاء بعد الرحلة الأعظم في حياة أي مؤمن.