"الأسرة رجل وامرأة".. بابا الفاتيكان يوضح موقف الكنيسة من زواج المثليين

المحتويات
في خطاب اتسم بالوضوح والثبات، أعاد بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، التأكيد على المواقف العقائدية الراسخة للكنيسة الكاثوليكية تجاه عدد من القضايا المثيرة للجدل، مثل زواج المثليين والإجهاض.
جاء ذلك خلال لقائه السنوي مع السلك الدبلوماسي في الفاتيكان، حيث شدد على أن مفهوم الأسرة، وفق رؤية الكنيسة، يظل قائمًا على "الاتحاد المستقر بين رجل وامرأة"، باعتباره النموذج الذي تراه المؤسسة الدينية الأساسَ المتين للمجتمع.
موقف الكنيسة من المثليين
بابا الفاتيكان أعرب، رغم موقفه الواضح من الزواج المثلي، عن ترحيبه بأفراد مجتمع LGBTQ+ داخل الكنيسة، مشددًا على أن الكنيسة تحتضن الجميع، لكنها تفرّق بين الأشخاص والأفعال، موضحًا أن الأفعال المثلية تظل "مضطربة جوهريًا" وفقًا لتعاليم العقيدة الكاثوليكية. كما لم يغفل الحديث عن الحملات الإعلامية، مشيرًا إلى أن المسلسلات والأفلام باتت تُظهر الأسر التي تتكوّن من شركاء من نفس الجنس بشكل "لطيف وإنساني"، وهو ما يراه البابا ترويجًا لصورة تتنافى مع القيم التي تؤمن بها الكنيسة.

ولم يقتصر حديث ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان على قضايا الأسرة، بل تطرّق إلى أهمية الدفاع عن الحياة، داعيًا لحماية الأجنّة وكبار السن من ممارسات مثل الإجهاض والقتل الرحيم. وأكد أن مثل هذه الممارسات تندرج تحت ما أسماه "ثقافة الإهدار"، التي تفقد فيها الحياة البشرية قيمتها عندما تصبح عبئًا أو غير مرغوب فيها.
وفي خضم رسالته الروحية والاجتماعية، لم ينس بابا الفاتيكان الحديث عن القضايا الدولية الملحّة، فدعا قادة العالم إلى إنهاء الصراعات ووقف الحروب، مشيرًا بشكل خاص إلى الأوضاع المأساوية في أوكرانيا وقطاع غزة. كما عبّر عن أمله في استمرار التهدئة بين الهند وباكستان، مثمنًا الاتفاقات الأخيرة التي تهدف إلى تقليل التوتر بين البلدين.
بابا الفاتيكان أكد في ختام كلمته أن الكنيسة لا تزال متمسكة بجذورها الروحية والأخلاقية، حتى في عالم يتغير بسرعة ويتبنى مفاهيم جديدة حول الأسرة والحقوق الفردية. وشدد على أن دعوته للسلام والحب لا تتعارض مع وضوح الموقف العقائدي، بل تنبع من الإيمان بأن الكرامة الحقيقية للإنسان تبدأ من احترام الحياة والحق في الحقيقة.