باب للرحمة.. أثر الاستغفار على الصحة النفسية وتقليل التوتر

الاستغفار أداة فعالة في تهدئة النفس، والتخفيف من الضغوط، وتقوية الجانب النفسي والروحي في آنٍ واحد.
ففي وسط تصاعد ضغوط الحياة اليومية، وازدياد معدلات التوتر والقلق بين مختلف الفئات العمرية، بدأ كثير من الناس يبحثون عن وسائل روحية ونفسية تساعدهم على استعادة التوازن النفسي والطمأنينة.
والاستغفار ليس فقط عبادة عظيمة تُقرب العبد من ربه، بل هو أيضًا وسيلة مجرّبة لتفريغ التوتر، والتخلص من الضيق، واستعادة الأمل والسكينة.
قال الله تعالى:
“فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا”
[سورة نوح: 10-12]

علماء النفس: الأذكار عموماً والاستغفار خصوصاً يريح الجهاز العصبي
تؤكد دراسات حديثة في مجال الطب النفسي أن التكرار اللفظي المنظم لبعض العبارات الروحية، مثل “أستغفر الله”، يُساهم في خفض نشاط الجهاز العصبي المرتبط بالتوتر، ويُعيد التوازن لمستويات الهرمونات مثل الكورتيزول (هرمون القلق).
، هناك دراسات وأبحاث تؤكد تأثير الذكر والاستغفار على الصحة النفسية. على سبيل المثال:
• أكدت دراسة بعنوان “الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية في ضوء السنة النبوية” أن الإيمان بالله والمحافظة على العبادات، بما في ذلك الذكر والاستغفار، تُعد وسائل فعالة للوقاية والعلاج من الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري .
• أن الاستغفار يؤدي إلى تغيرات بيوكيميائية في الجسم، من بينها ارتفاع معدلات هرمون السعادة، مما يمنح الإنسان شعورًا بالطمأنينة وراحة البال .

الاستغفار في الإسلام.. باب للفرج ومفتاح للسعادة
في السنة النبوية، ربط النبي ﷺ بين الاستغفار وانفراج الكرب، فقال:
“من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”
(رواه أبو داود)
ويؤكد علماء الأزهر أن الاستغفار المنتظم يُشعر الإنسان بالقرب من الله، ويُعزز الشعور بالرضا والقناعة، مما ينعكس على الصحة النفسية بصورة مباشرة.
تجربة عملية.. دقائق يومية تغير مزاجك
يمكن للشخص أن يُخصص دقائق يومية، صباحًا ومساءً، لقول “أستغفر الله” بعدد معين، أو بشكل عفوي طوال اليوم، خاصة أثناء لحظات القلق أو الانتظار، مما يساعده على إفراغ المشاعر السلبية وتحقيق نوع من التوازن النفسي الداخلي.