بين التفوق العسكري والعقوبات الأوروبية.. هل يعرقل بوتين المفاوضات؟ خبير يجيب

أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات، على أن هناك قدر كبير من المناورة بين الطرفين الاوكراني والروسي في سير المفاوضات، لافتاً إلى أن المناورة تُفهم على أنها مهنية عالية، لا يجب على المرء المفاوض أن يرمي بكل أوراقه دفعة واحدة".
وتابع ملحم، خلال اتصالٍ عبر تقنية الفيديو، مع قناة القاهرة الإخبارية، “وإنما على الاطراف المفاوضة معرفة الوقت المناسب والزمن المناسب لاستخدام أوراقه التفاوضية من أجل الضغط على الطرف الآخر، موضحاً أن هذا ما فعله بوتين”.
ولفت غلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل بدء المفاوضات صرح عدة تصريحات متناقضة، منها “إذا أتى بوتين سآتي انا” وتصريح آخر “ من المكن ألا يأتي بوتين”، ثم تصريح آخر “إذا كان مجيئي إلى اسطانبول سيوفر عدد كبير من الضحايا، فأنا بالتأكيد سأذهب”.
وأوضح ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبوتين ربما درات بينهما محادثات بينما كان ترامب في الخليج العربي، ولأن برنامج الرئيس الأمريكي كان صعب ومزدحم في الخليج، وكان من الصعب ان يتوجه لتركيا، ما يعني أن بوتين كان يُدرك جيداً أن ترامب لا يستطيع الحضور لتركيا ويحرجه، لذلك اقترح هو ان تكون المفاوضات في الخامس عشر من مايو الجاري".
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، إنه سيتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقف "حمام الدم"
وذكر ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال" قائلاً: "سأتحدث عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين في الساعة 10:00 صباحا".
وأضاف ترامب: "مواضيع الاتصال ستكون: وقف "حمام الدم" الذي يودي بحياة أكثر من 5000 جندي روسي وأوكراني أسبوعيا، والتجارة".
وتابع: "بعد ذلك، سأتحدث مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وبعد ذلك، سأجري محادثات مع عدد من أعضاء حلف الناتو".
وختم كلامه: "آمل أن يكون يوما مثمرا، وأن يتم إقرار وقف لإطلاق النار، وتنتهي هذه الحرب العنيفة للغاية، الحرب التي ما كان ينبغي أن تبدأ أصلا".
وفي وقت سابق السبت، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو بشأن المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف في إسطنبول، حسبما أفادت وزارة الخارجية الروسية.
وقالت الوزارة، في بيان: "أشار لافروف إلى الدور الإيجابي للولايات المتحدة في مساعدة كييف على القبول أخيرا باقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف محادثات إسطنبول"، مضيفة أن موسكو مستعدّة لمواصلة العمل مع واشنطن بهذا الشأن.
محادثات اسطنبول
وبعد أسبوع ساده التوتر الشديد، عقدت كييف وموسكو الجمعة في إسطنبول أول محادثات مباشرة بينهما منذ ربيع العام 2022، أظهرت خصوصا حجم الهوة التي ينبغي ردمها من أجل إنهاء النزاع.
وطالب الوفد الأوكراني بشكل أساسي من الروس بوقف إطلاق نار "غير مشروط" وعقد لقاء بين زيلينسكي وبوتين.
قال فلاديمير مدينسكي، رئيس وفد روسيا في محادثات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول، إن موسكو راضية عن نتائج المفاوضات ومستعدة للاستمرار في الحوار مع كييف. وأضاف مدينسكي: "بشكل عام، نحن راضون عن النتيجة ونحن على استعداد لمواصلة جهات الاتصال. في الأيام المقبلة، سيكون هناك تبادل هائل للألف مقابل ألف سجين".