تقرير دولي: روسيا قد تهاجم دولة من الناتو خلال عامين إذا توقفت حرب أوكرانيا

حذّر تقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في لندن من أن روسيا قد تكون مستعدة لشن هجوم على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بحلول عام 2027، وربما حتى في غضون عامين، إذا نجحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة.
التهديد يمتد لما بعد أوكرانيا
أوضح التقرير، أن موسكو لا تزال تشكل "تحدياً عسكرياً كبيراً" لحلف الناتو، خاصة للدول الواقعة في منطقة البلطيق، حتى وإن توقفت الحرب في أوكرانيا. وأشار إلى أن توقف النزاع قد يمنح روسيا فرصة لإعادة تنظيم قواتها ونقل تركيزها نحو جبهات جديدة في أوروبا الشرقية، في حال انسحاب واشنطن من الحلف أو تراجع التزامها الدفاعي.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه المخاوف في تصريحات سابقة، مشددًا على أن إعادة تسليح روسيا "ليست موجهة فقط لأوكرانيا"، بينما حذّرت كايا كالاس، رئيسة وزراء إستونيا السابقة، من أن "السؤال لم يعد ما إذا كانت روسيا ستبدأ حربًا جديدة، بل متى".
انقسامات داخل "الناتو" تعزز المخاطر
يلقي التقرير الضوء على تفاقم الشكوك داخل الحلف بشأن التزام واشنطن، في ظل مؤشرات على أن إدارة ترمب تميل إلى تقليص انخراطها العسكري في أوروبا. ويشير التقرير إلى أن ترمب سبق وأن لمح إلى "تشجيع روسيا" على مهاجمة دول أعضاء لا تلتزم بمستويات الإنفاق الدفاعي المطلوبة.
كما عبّر التقرير عن قلق متزايد بين قادة الحلف من أن انسحاب الولايات المتحدة أو تراخيها قد يفتح الباب أمام موسكو لشن هجوم إقليمي، خاصة إذا شعرت بضعف الناتو سياسيًا أو عسكريًا.
الجيش الروسي يستعيد قدراته تدريجياً
رغم الخسائر الفادحة التي مُنيت بها القوات الروسية في أوكرانيا، والتي شملت تدمير نحو 3,000 دبابة و9,000 مركبة مدرعة، بحسب تقديرات أمريكية، فإن موسكو تعمل بشكل ممنهج على إعادة بناء جيشها.
فقد أعلن الرئيس فلاديمير بوتين خططًا لرفع عدد الجنود النظاميين إلى 1.5 مليون، وتوسيع البنية العسكرية في المناطق الغربية، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسة الدفاعية لتلافي نقاط الضعف التي كشفتها الحرب. وتشير تقييمات استخباراتية من إستونيا والدنمارك إلى أن روسيا قد تستعيد جاهزيتها لخوض حرب كبرى في أوروبا خلال خمس سنوات، أو ربما أقل إذا لم تتدخل واشنطن.