عاجل

خلاف في الوفد..شيحة يبعث برسائل مشفّرة و"يمامة" يقترب من حسم قائمة الشيوخ|خاص

الصورة التي نشرها
الصورة التي نشرها شيحة

في توقيت سياسي بالغ الحساسية، نشر عصام شيحة، المحامي والقيادي الوفدي المخضرم ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، صورة عبر موقعه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تجمعه برئيس حزب الوفد الدكتور عبد السند يمامة، وبحضور المهندس ياسر قورة عضو الهيئة العليا للحزب، واللواء جمال مختار الذي كان أحد قيادات الوفد قبل انتقاله إلى حزب الجبهة الوطنية، وكتب "شيحة" الصورة بتعليق مقتضب لكنه لافت: "البرلمان على الأبواب".

رسالة مشفّرة أم تلميح مباشر؟

رغم أن الصورة تعود لاجتماع قديم، فإن نشرها في هذا التوقيت أثار موجة من التساؤلات داخل أروقة الحزب العريق، حيث أن مصادر وفدية مطلعة أكدت لـ«نيوز رووم» أن الاجتماع المشار إليه لم يكن حديثًا، بل يعود إلى شهور مضت، عندما كان اللواء جمال مختار لا يزال ضمن صفوف الحزب، قبل أن ينتقل رسميًا إلى حزب الجبهة الوطنية.

غير أن القراءة السياسية لتصرف شيحة تُشير إلى ما هو أبعد من مجرد "نوستالجيا تنظيمية"، فبحسب المصادر، فإن عصام شيحة تعمّد نشر الصورة بالتزامن مع تصاعد الجدل داخل الحزب حول تشكيل قائمة مرشحي "الوفد" لمجلس الشيوخ، في رسالة ضمنية يُفهم منها أنه كان  ولا يزال شريكًا في صناعة القرار الحزبي، خاصة فيما يتعلق بالملف الانتخابي، رغم المحاولات المستمرة لإبعاده من دوائر التأثير.

شيحة وقورة.. ثقة يمامة تتجسد في الأسماء

وبحسب ما حصلت عليه «نيوز رووم» من معلومات، فإن قائمة مرشحي الوفد للشيوخ باتت في مراحلها شبه النهائية، ويُقال إن الدكتور عبد السند يمامة يُجري مشاورات مغلقة مع عدد محدود من القيادات يثق في رؤيتهم وولائهم للحزب، وعلى رأسهم عصام شيحة والمهندس ياسر قورة، أحد العقول التنظيمية التي استعان بها الحزب سابقًا في عدة محطات حرجة.

المصادر تؤكد أن شيحة وقورة لديهما اطلاع مباشر على تفاصيل القائمة الانتخابية المرتقبة، وهو ما يُفسر نشر شيحة للصورة في هذا التوقيت، لتوجيه رسالة مفادها: "نحن هنا.. والقرار يُصنع في الغرف الهادئة".

غضب في الكواليس.. من خارج الصورة

في المقابل، تشير المعلومات إلى أن حالة من الغضب بدأت تتصاعد بين عدد من قيادات الهيئة العليا، الذين شعروا بأن هناك دوائر ضيقة تحتكر المعلومات وتدير عملية الترشيحات بمنأى عن مؤسسات الحزب. وبرزت أسماء بعينها داخل الحزب بدأت تلوّح بضرورة عرض القائمة على الهيئة العليا للتصويت الجماعي، وعدم ترك الأمور لـ"الحلقات المغلقة".

وقال أحد أعضاء الهيئة العليا، رفض الكشف عن اسمه: "الوفد ليس حزب أفراد، والقرار يجب أن يُصنع جماعيًا، لا أن يتم تدويره بين عدد محدود مهما كانت كفاءتهم أو تاريخهم".

هل تتجه الأمور إلى انفجار تنظيمي؟

وبينما يلتزم الدكتور عبد السند يمامة الصمت تجاه الضجة المثارة، يبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة، خصوصًا مع اقتراب موعد الحسم الرسمي للقائمة، واحتمال إعلان القواعد المنظمة للانتخابات من قبل الهيئة الوطنية.

وبحسب ما علمته «نيوز رووم»، فإن هناك مشاورات داخلية لتشكيل لجنة انتخابية برئاسة شخصية محايدة تتولى اعتماد القائمة النهائية قبل تقديمها رسميًا، وهو اقتراح يحظى بدعم عدد من القيادات التاريخية داخل الحزب، لتخفيف التوتر وتجنب انفجار تنظيمي قد يُهدد وحدة الوفد في مرحلة انتخابية مصيرية.

يبقى المشهد داخل حزب الوفد مرشحًا لمزيد من التصعيد، في ظل غياب الوضوح حول آليات اتخاذ القرار، وتنامي شعور عدد من القيادات بالتهميش، فيما يستمر البعض في استخدام أدوات "الرمزية السياسية"، من صور وتعليقات، للتموضع مبكرًا في قلب الحدث.

تم نسخ الرابط