جمال رشيدي: العراق يقود مبادرة لتأسيس لجنة عربية لحل النزاعات

أعلن السفير جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن تبني القمة العربية الأخيرة مبادرة مهمة قدمتها العراق، تهدف إلى تأسيس لجنة عربية دائمة تُعنى بالوساطة لحل النزاعات بين الدول الأعضاء، وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من قِبل المشاركين، نظرًا لما تحمله من أهمية استراتيجية في تعزيز وحدة الصف العربي.
وأوضح جمال رشدي، خلال حوار خاص عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن اللجنة العربية لحل النزاعات ستضم العراق باعتبارها الدولة التي ترأس القمة الحالية، إلى جانب البحرين كرئيس سابق للقمة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، مع فتح الباب أمام أي دولة ترغب في الانضمام إلى هذا الإطار التوافقي.
تأسيس لجنة عربية لحل النزاعات
أكد جمال رشدي أن هذه اللجنة العربية لحل النواعات ستعمل كآلية مرنة واستباقية، تهدف إلى التدخل في الوقت المناسب لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية، ومنع تصاعد النزاعات وتحولها إلى أزمات ممتدة، مشيرًا إلى أن العديد من الأزمات التي شهدها العالم العربي خلال العقود الماضية كان يمكن احتواؤها لو توفرت آليات منظمة للوساطة والتواصل المبكر.
وأوضح أن غياب أدوات الوساطة الرسمية أدى إلى تعقيد الأزمات بدلًا من تسويتها، مما منح أطرافًا خارجية فرصة للتدخل في شؤون المنطقة. ومن هنا تأتي أهمية اللجنة الجديدة في إرساء بيئة عربية أكثر استقرارًا واستقلالية في معالجة الخلافات.
استقلال القرار العربي
اعتبر المتحدث باسم الجامعة العربية أن تبني هذه المبادرة العراقية سيمثل تحولًا جذريًا في بنية العمل العربي المشترك، فاللجنة لا تُعد مجرد مبادرة وقتية، بل هي أداة دائمة قائمة على التوافق الجماعي، تتيح معالجة التوترات ضمن البيت العربي دون الحاجة إلى وساطات خارجية.
وأضاف رشدي أن اللجنة ستُسهم في تعزيز ثقة الدول الأعضاء ببعضها، كما ستساعد على بناء نظام إقليمي أكثر مرونة وقدرة على الاستجابة الفورية للتحديات السياسية والدبلوماسية التي قد تطرأ.

تعزيز العمل العربي المشترك
تأتي هذه المبادرة في توقيت بالغ الحساسية، حيث يشهد العالم العربي تحديات متزايدة على مختلف الأصعدة، من أزمات سياسية ونزاعات حدودية، إلى تدخلات خارجية متكررة، وتُعد اللجنة المقترحة إحدى الخطوات العملية لاحتواء هذه التحديات ضمن إطار عربي صرف، يعزز من قدرة الجامعة العربية على لعب دور أكثر فاعلية.
واختتم رشدي حديثه بالتأكيد على أن اللجنة الجديدة تمثل نواة لتجسيد التكامل السياسي العربي، عبر آلية جماعية تنبثق من داخل الجامعة وتُدار بروح الشراكة، ما يعزز من مصداقية الجامعة ودورها كمظلة جامعة لكافة الدول الأعضاء.