جمال رشدي: العراق يطلق مبادرة صندوق عربي تحت مظلة الجامعة العربية|فيديو

أعلن السفير جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام لـ الجامعة العربية، أن العراق أطلق مبادرة استراتيجية جديدة تهدف إلى إنشاء صندوق عربي للإغاثة وإعادة الإعمار، يكون بمثابة مظلة تنسيقية لتوحيد جهود الدول العربية في مواجهة الكوارث، والنزاعات المسلحة، وحالات الطوارئ الإنسانية.
وأوضح جمال رشدي، في لقاء خاص عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن هذا صندوق عربي سيعمل بإشراف مباشر من الجامعة العربية لضمان التوزيع العادل والفعّال للمساعدات، مؤكدًا أن التنسيق المؤسسي المشترك هو الطريق الأمثل لتعظيم الأثر الإنساني والاقتصادي لهذه الجهود.
صندوق عربي برعاية الجامعة العربية
وكشف جمال رشدي أن العراق بادر بتقديم دعم مالي أولي بقيمة 40 مليون دولار لإنشاء صندوق عربي، تم تخصيص 20 مليون دولار منها لقطاع غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، و20 مليون دولار أخرى إلى لبنان، الذي يعاني أزمات اقتصادية واجتماعية متراكمة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تعكس رغبة عراقية جادة في تفعيل التضامن العربي وتحقيق نقلة نوعية في طريقة التعامل مع الأزمات، خاصة أن الجهود السابقة كانت مشتتة وتعتمد على مبادرات فردية من بعض الدول، مما قلل من فاعلية التدخلات الإنسانية والإغاثية.
تحول في فلسفة المساعدات
أكد رشدي أن إطلاق هذا الصندوق يمثل تحولًا نوعيًا في إدارة المساعدات العربية، موضحًا أن العمل المؤسسي المشترك يحقق نتائج أفضل من التحركات المنفردة، كما أنه يعزز الشفافية والرقابة على طرق صرف وتوزيع المساعدات، ويوفر آلية دائمة وسريعة للاستجابة في الحالات الطارئة.
وأضاف أن جامعة الدول العربية تعكف حاليًا على وضع الإطار التنظيمي والتشريعي للصندوق الجديد، بما يضمن استدامة عمله، ويشجع الدول العربية الأخرى على الانضمام والمساهمة فيه بشكل دوري.
الأزمات الممتدة تحتاج لـ تدخل فوري
في حديثه، شدد رشدي على ضرورة التوسع السريع في تفعيل الصندوق، خاصة أن العالم العربي يضم العديد من البؤر التي تعاني من أزمات ممتدة، مثل سوريا، السودان، اليمن، وليبيا، حيث تعاني هذه الدول من نقص حاد في المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
وشدد أن إنشاء الصندوق العربي يأتي استجابة للحاجة الملحة لوجود آلية عربية دائمة وفعالة يمكن الاعتماد عليها في أوقات الكوارث، وهو ما يعكس وعيًا متزايدًا لدى القادة العرب بأهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات الإقليمية.

رسالة تضامن واستعداد للتحرك
واختتم السفير جمال رشدي تصريحه بالتأكيد على أن هذه المبادرة تحمل رسالة تضامن عربية قوية، وتعكس استعداد الدول الأعضاء للعمل المشترك بعيدًا عن التجاذبات السياسية، كما دعا الدول العربية الغنية والفاعلة اقتصاديًا إلى المساهمة الفورية في دعم الصندوق لضمان انطلاقه بقوة وتحقيق أهدافه الإنسانية والتنموية.