مصر تستورد 2 مليون طن مازوت لتشغيل محطات الكهرباء: هل تتأثر الصناعات الثقيلة؟

في خطوة عاجلة لتأمين احتياجات محطات الكهرباء خلال ذروة الاستهلاك في الصيف، طرحت الهيئة المصرية العامة للبترول مزايدة لاستيراد نحو 2 مليون طن من زيت الوقود (المازوت)، على أن يتم التوريد خلال شهري مايو ويونيو 2025. تأتي هذه الخطوة في ظل تأخر وصول شحنات الغاز المسال المستورد، مما أدى إلى عجز في كميات الغاز الموردة لتشغيل المحطات.
وبحسب ما صرح به المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق،فى تصريحات خاصة ل"نيوز رووم" ، فإن اللجوء لاستيراد المازوت يمثل حلاً مؤقتاً لتعويض النقص في الغاز، موضحًا أن كفاءة المازوت في توليد الكهرباء تقل بنحو 35% مقارنة بالغاز الطبيعي، الذي يُعد الوقود الأمثل لتشغيل محطات التوليد.
محطات الكهرباء مصممة للعمل بوقود بديل
من جانبه، قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، إن استيراد هذه الكميات من المازوت لا يعد خروجًا عن المألوف، بل إجراءً احترازيًا لضمان استمرارية التشغيل. وأوضح أن "جميع محطات الكهرباء في مصر مصممة للعمل بأكثر من نوع وقود لتأمين التشغيل في حالات الطوارئ، وهو أمر معمول به عالميًا".
وأضاف كمال: "لا توجد محطة كهرباء في العالم تعمل بنوع وقود واحد فقط، لأن ذلك غير آمن فنيًا. وإذا تعذر توفير نوع وقود، يجب أن يكون هناك بديل جاهز".
الصناعات الثقيلة على خط الأزمة
بينما يجري تأمين وقود المحطات بالكاد، تتصاعد المخاوف بشأن تأثير الوضع على الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الحديد والصلب، الأسمنت، الألومنيوم، والأسمدة، التي تعتمد بشكل مباشر على الغاز الطبيعي في عملياتها اليومية، سواء كمصدر للطاقة أو كمادة خام.
يقول الدكتور عمرو الشناوي، الخبير الصناعي وعضو اتحاد الصناعات المصرية، إن "أي اضطراب في إمدادات الغاز للمصانع يؤثر فورًا على معدلات التشغيل، وقد يضطر البعض لتقليص الإنتاج أو التحول إلى مصادر طاقة بديلة أغلى وأقل كفاءة".
ويضيف فى تصريح خاص ل"نيوز رووم" ، أن المازوت ليس بديلاً حقيقياً للمصانع، فالكثير منها غير مجهز لاستخدامه، كما أن تشغيل المعدات الصناعية به يتطلب موافقات بيئية ومصاريف تشغيل أعلى. المشكلة ليست فقط في التشغيل المحلي بل في التنافسية التصديرية، لأن زيادة تكاليف الإنتاج قد تؤدي لفقدان أسواق خارجية".
هل تتراجع مخاطر تخفيف الأحمال؟
بحسب مصادر بقطاع البترول، فإن تخفيف الأحمال الكهربائية خلال الصيف الحالي لا يزال احتمالًا قائمًا لكنه محدود، إذ من المقرر أن تصل شحنات الغاز المسال المستورد وسفن إعادة التغييز في نهاية يونيو. وحتى هذا التوقيت، سيُعتمد بشكل أساسي على المازوت لتغطية النقص، ما يجعل استمرار التيار الكهربائي مرهونًا بقدرة المنظومة على موازنة الأحمال مع كفاءة المحطات.