حسن اليداك يوضح الفرق بين سماع السورة وتلاوتها ويُبرز أجر قراءتها|فيديو

أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاستماع إلى سورة البقرة لا يُغني عن قراءتها من المصحف في إشارة إلى سماع السورة، مشيرًا إلى أن تلاوتها اليومية للسورة تُعدّ من أعظم العبادات التي يُثاب عليها المسلم.
وأضاف حسن اليداك أن الاكتفاء بسماع السورة فقط دون تلاوتها يُعدّ تقصيرًا ونقصًا في نيل الأجر والثواب، لما تحمله هذه السورة من فضل خاص ومكانة مميزة في القرآن الكريم.
أجر سماع السورة وتلاوتها
استشهد حسن اليداكب حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة (أي السحرة)"، مؤكدًا أن هذه السورة المباركة تمثّل حصنًا منيعًا ضد الشياطين، وأن البيت الذي تُتلى فيه لا يدخله الشيطان لمدة ثلاثة أيام، وفق ما ثبت في السنة النبوية.
كما أشار إلى أن سورة البقرة تُرافق صاحبها يوم القيامة، وتكون شفيعة له، لما تحمله من معاني عظيمة، وأسرار روحانية لا يدركها إلا من يداوم على قراءتها ويُكثر من تدبرها.
الاستماع لا يُحقق المقصود
وأوضح أمين الفتوى خلال حديثه في برنامج "فتاوى الناس" مع الإعلامية زينب سعد الدين، أن القرآن الكريم لم يُنزل فقط للاستماع، بل للتلاوة والعمل والتدبر، مضيفًا: "كما لا يشفى المريض بمجرد النظر إلى الدواء دون تناوله، فإن الاستماع وحده لا يكفي لنيل بركات سورة البقرة، ولا يُحقق الغاية من نزولها".
ولذلك، نصح كل من واظب على قراءة السورة يوميًا ألا يستبدل التلاوة بالسماع فقط، بل يحاول قدر استطاعته أن يُخصص وقتًا للقراءة من المصحف، ليستشعر عظمة الكلمات ويعيش مع المعاني بكيانه الكامل.
القراءة مع الاستماع
وعن سؤال ورد خلال البرنامج حول تشغيل صوت أحد القراء أثناء القراءة معه من المصحف، قال الدكتور اليداك: "هذا الفعل يُضاعف الأجر بإذن الله، لأن الإنسان وقتها يشغل أكثر من جارحة: السمع مع صوت القارئ، البصر بالنظر إلى المصحف، والنطق بالتلاوة، وبالتالي فهو يتفاعل مع القرآن بحواسه كلها، وهو ما يعين على التدبر والفهم بصورة أعمق".
وأشار إلى أن هذه الطريقة تُساعد المسلم على تحسين تلاوته، وتقوية علاقته بكتاب الله، وتُشجعه على الاستمرار في المداومة على القراءة اليومية، مما يفتح له أبواب الرحمة والهداية.

سورة البقرة عادة يومية
في ختام حديثه، وجّه الدكتور حسن اليداك دعوة لكل مسلم ومسلمة بجعل تلاوة سورة البقرة عادة يومية لا تُترك، ولو بقراءة أجزاء منها تدريجيًا.
وشدد على أن السورة لا تقتصر على الحماية من الشياطين، بل تشمل النور في القلب، والسكينة في البيت، والشفاعة يوم القيامة، مشددًا على أن قراءة القرآن عمومًا وسورة البقرة خصوصًا هي غذاء روحي لا غنى عنه في حياة المسلم.