هل يجب على المسلم بيع أرضه لأداء فريضة الحج؟.. داعية تجيب

أوضحت الداعية الإسلامية الدكتورة دينا أبو الخير أن فريضة الحج مرتبطة بالاستطاعة الشرعية، والتي تشمل القدرة المالية والبدنية والأمنية، مؤكدة أن المسلم غير مُلزم ببيع أرضه لأداء الحج، إذا كانت هذه الأرض تمثل مصدر دخل أساسي لا يمكن الاستغناء عنه.
الفريضة مشروطة بالاستطاعة
وقالت خلال تقديم برنامجها «وللنساء نصيب» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن الشخص لابد أولاً أن يفرق بين نوع الأرض، هل هي مصدر رزق أساسي أم أرض مُعدة للتجارة أو الاستثمار. فإن كانت الأرض تمثل دخلًا شهريًا ثابتًا يعتمد عليه صاحبها في معيشته، فلا يُطلب منه بيعها للحج، لأن الفريضة مشروطة بالاستطاعة، والله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها.
وأضافت:"أما إذا كانت الأرض مخصصة للتجارة أو مُدخرة كمبلغ مالي لا يعتمد عليه في الحياة اليومية، ففي هذه الحالة يُمكن بيعها وتوجيه قيمتها لتغطية نفقات الحج، ويُرجى له الأجر، والله يعوضه خيرًا بإذنه".
وشددت على أن الاستطاعة المالية شرط أساسي في أداء هذه الفريضة، موضحة أن الإسلام لا يطلب من المسلم أن يُرهق نفسه أو يعرّض معيشته وأسرته للخطر من أجل أداء الحج.
ويُعد الحج من أعظم الشعائر الإسلامية وأركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يؤديها المسلمون مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلًا، كما جاء في قول الله تعالى: "ولله على الناس حجُّ البيت من استطاع إليه سبيلًا" [آل عمران: 97]. ويتميز الحج بمكانته الروحية الفريدة، إذ يجتمع فيه المسلمون من مختلف بقاع الأرض على صعيد واحد، في مشهد يعكس وحدة الأمة الإسلامية ومساواتها.
ويحمل الحج فضائل عظيمة، منها أنه يُكفّر الذنوب ويُطهّر النفس، فقد ورد عن النبي محمد ﷺ قوله: "من حجّ فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" [متفق عليه]، أي أن الحاج يعود خاليًا من الذنوب كما لو أنه وُلد من جديد. كما أن الحج يجمع بين العبادات القلبية والبدنية والمالية، ويُعد تدريبًا على الصبر، والتجرد، والتواضع، والنية الخالصة لله.
وتكتسب أيام الحج، وخاصة يوم عرفة، مكانة خاصة، حيث تُغفر فيه الذنوب وتُستجاب الدعوات. كما يشهد موسم الحج أجواءً إيمانية فريدة تعزز روح الإخاء والتراحم بين المسلمين. ويُعد الحج فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وتجديد العهد معه، مما يجعله من أعظم القربات وأشرف الطاعات.