هل يجوز تأخير صلاة العشاء؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

في ظل انشغالات الحياة المتزايدة وضغوط العمل والدراسة، يتساءل الكثير من المسلمين عن حدود وقت أداء الصلوات، خاصة صلاة العشاء التي تأتي في نهاية اليوم. ولأن بعض الناس يجدون راحة في تأخير الصلاة إلى وقت متأخر، أثير تساؤل ديني مهم: هل يجوز شرعًا تأخير صلاة العشاء إلى منتصف الليل ؟
رأي دار الإفتاء
وقد أكدت دار الإفتاء أن وقت صلاة العشاء يمتد حتى منتصف الليل، وأنه وفقًا للحديث النبوي الشريف: “وقت العشاء إلى نصف الليل” (رواه مسلم)، فإن الصلاة تكون جائزة في هذا الوقت دون أي إشكال. وأضافت الدار أن تأخير الصلاة لا يُعتبر محرمًا إذا كان ذلك في حدود الوقت المسموح به، أي حتى منتصف الليل، مشيرة إلى أن الصلاة في آخر الوقت قد تكون مفضلة لبعض الناس بسبب ظروف العمل أو الدراسة أو مشاغل الحياة.
وكان قد أوضح الدكتور شوقي علام في أحد تصريحاته أن الإسلام يراعي الظروف الشخصية لكل فرد، ويتيح له التيسير في أداء العبادة في الأوقات المناسبة، خاصة إذا كان هناك عذر. وأكد أن تأخير الصلاة إلى آخر وقتها ليس محرمًا في حد ذاته، بل هو جائز بشرط أن يكون لأسباب مبررة، مشيرًا إلى أن الإسلام دين يوازن بين التيسير والتمسك بالعبادات.
آراء العلماء
1. رأي الإمام النووي:
في كتابه “المجموع”، يرى الإمام النووي أن وقت صلاة العشاء يمتد إلى منتصف الليل، كما ورد في الحديث النبوي الشريف. وقال إن تأخير الصلاة إلى منتصف الليل لا يضر بشرط أن يكون ذلك في حال عدم توفر عذر يُضطر المسلم لتأخير الصلاة لأجله.
2. رأي الإمام الشافعي:
الإمام الشافعي أيضًا أشار في كتبه إلى أن صلاة العشاء يمكن تأخيرها إلى منتصف الليل، ولكنه حذر من تأخير الصلاة دون ضرورة، مؤكدًا أن أداء الصلاة في أول وقتها هو الأفضل للحصول على الأجر الكامل ولتجنب الانشغال بالمشاغل اليومية التي قد تؤثر على الخشوع.
3. رأي الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن:
الدكتور كريمة أوضح أن تأخير صلاة العشاء ليس محرمًا، بل هو من باب التيسير في الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، أكد على أن الوقت الأفضل للصلاة هو أول الوقت، خاصة إذا كان المسلم قادرًا على أداء الصلاة في هذا الوقت دون مشقة. كما أضاف أن الإسلام يحث على المبادرة في أداء العبادات، ولكنه لا يُشدد في تأخير الصلاة طالما أن ذلك في نطاق الوقت المحدد.
الشروط الخاصة
1. وجود عذر شرعي: يُشترط أن يكون هناك عذر مبرر لتأخير الصلاة، مثل العمل أو الدراسة أو السفر، أو أي حالة اضطرارية.
2. عدم تجاوز وقت الصلاة: يُشترط ألا يتجاوز المسلم منتصف الليل، الذي يُعد آخر وقت لصلاة العشاء.
3. الحرص على الخشوع: يجب أن يكون التأخير دون إهمال للصلاة، مع الحفاظ على الخشوع والتركيز في الصلاة حتى في آخر وقتها