أسباب الهالات السوداء عند الأطفال.. متى تكون علامة خطر ؟

تشير التقارير الطبية إلى أن الهالات السوداء تحت عيون الأطفال قد تكون ظاهرة طبيعية ناتجة عن عوامل وراثية أو اضطرابات النوم، لكنها في بعض الحالات قد تعكس مشكلات صحية تتطلب متابعة طبية.
تعرفي على أبرز الأسباب الطبية لظهور الهالات السوداء تحت عيون الأطفال، متى تكون طبيعية ومتى تستدعي زيارة الطبيب، مع نصائح للحفاظ على صحة طفلك العامة.
الهالات السوداء عند الأطفال ليست دائمًا بسبب السهر
من الشائع أن تربط الأمهات بين الهالات السوداء تحت عيون أطفالهن وقلة النوم، لكن في الحقيقة، هذا العرض قد يكون إشارة مبكرة لحالة صحية تحتاج إلى متابعة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز الأسباب المحتملة لـ الهالات السوداء عند الأطفال، وكيف يمكن التمييز بين الأسباب العادية وتلك التي تستدعي القلق الطبي.

1. الحساسية: "الهالات التحسسية" أكثر شيوعًا مما تتخيلين
الحساسية، سواء كانت موسمية أو غذائية أو بيئية، تؤثر بشكل مباشر على الجيوب الأنفية، مما يسبب احتقان الأوعية الدموية في منطقة ما تحت العين. هذا الاحتقان يؤدي إلى تباطؤ الدورة الدموية وظهور اللون الداكن.
أبرز الأعراض المصاحبة: حكة في الأنف أو العيون، عطاس متكرر، احمرار.
2. فقر الدم (نقص الحديد): شحوب الوجه والهالات علامات مقلقة
يُعد فقر الدم من أكثر الحالات شيوعًا بين الأطفال، خاصة في سنوات الطفولة المبكرة. نقص الحديد يؤدي إلى انخفاض كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الجسم، ما يسبب شحوب البشرة وظهور الهالات الداكنة بشكل أكثر وضوحًا.
أبرز العلامات: إرهاق مستمر، ضعف الشهية، تأخر في النمو، شحوب الوجه.
الحل: إجراء تحليل دم شامل واستشارة الطبيب حول المكملات الغذائية المناسبة.
3. التهابات الجيوب الأنفية: السبب الخفي وراء الهالات المتكررة
عندما يصاب الطفل بالتهاب في الجيوب الأنفية، فإن الأوعية الدموية في منطقة ما تحت العين تتعرض للاحتقان. هذه الحالة تسبب انتفاخًا وهالات سوداء واضحة، خصوصًا عند الأطفال المصابين بالتهابات متكررة أو مزمنة.
علامات مصاحبة: صداع، انسداد أو سيلان الأنف، رائحة فم كريهة.
العلاج: يعتمد على نوع الالتهاب وقد يشمل مضادات حيوية أو بخاخات أنفية.
4. قلة النوم والإرهاق: لا تستهيني بتأثير النوم على صحة الطفل
النوم الجيد ضروري لنمو الطفل الجسدي والعقلي. قلة النوم أو اضطرابه تؤثر على لون البشرة، وتُظهر الهالات بشكل ملحوظ بسبب توسع الأوعية الدموية الدقيقة تحت الجلد.
ساعات النوم المناسبة حسب العمر:
من 1–3 سنوات: 12 إلى 14 ساعة يوميًا
من 3–6 سنوات: 10 إلى 12 ساعة يوميًا
من 7–12 سنة: 9 إلى 11 ساعة يوميًا
5. الجفاف وسوء التغذية: البشرة مرآة لصحة الطفل
قلة شرب الماء أو نقص بعض الفيتامينات الضرورية مثل فيتامين C، K، أو الحديد، ينعكس فورًا على نضارة البشرة. في حالات الجفاف أو التغذية السيئة، تصبح البشرة باهتة وتظهر الهالات بوضوح.
الحلول:
التأكد من شرب الطفل كمية كافية من الماء يوميًا.
تقديم وجبات متوازنة غنية بالخضروات، الفواكه، والبروتينات.
مراجعة أخصائي تغذية إذا استمرت المشكلة.
6. العوامل الوراثية: حين تكون الهالات سمة طبيعية في العائلة
في بعض الحالات، لا يكون هناك سبب مرضي وراء الهالات السوداء. فقد يرث الطفل بشرة رقيقة أو تصبغات طبيعية من أحد الوالدين، مما يجعل منطقة تحت العين تبدو أغمق بشكل طبيعي.
هل تستدعي القلق؟ لا، طالما أن الطفل لا يعاني من أعراض صحية أخرى مثل التعب أو فقدان الشهية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
رغم أن الهالات السوداء قد تكون أحيانًا طبيعية أو مؤقتة، إلا أن هناك علامات إذا لاحظتها، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب:
استمرار الهالات لفترة طويلة دون تحسن
ازديادها بشكل ملحوظ مع الوقت
شحوب الجلد أو فقدان الوزن
ضعف في الشهية أو نشاط الطفل
مشاكل في التنفس أو الإرهاق المستمر
راقبي طفلك جيدًا ولا تهملي الإشارات
الهالات السوداء ليست مرضًا بحد ذاتها، لكنها مؤشر يجب الانتباه له.
الحفاظ على نمط حياة صحي، ونوم كافٍ، وتغذية متوازنة، قد يمنع ظهورها من الأساس.
أما إذا ظهرت بشكل مستمر، فزيارة الطبيب هي الخطوة الأولى نحو الطمأنينة.