آمنة وعبدالله.. أسرار عن الحكمة من تسمية والدي النبي يغفلها الكثيرون

سلط الدكتور محمد وسام عضو الهيئة الاستشارية العليا بدار الإفتاء المصرية الضوء على أسماء والدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسر تسميتهما باسم عبدالله وآمنة.
سر تسمية والدي النبي بـ عبدالله وآمنة
وقال وسام من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «من لطيف الإشارات، في حق والدي النبي صلى الله عليه وآله ووالديه وسلم: أن الله تعالى سمَّى أمَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأزل "آمنة": لتكون في الدارين آمنةً، فكأنه قيل: ومَن يأمَنُ إن لم تأمَن الآمنة».
وتابع: «سمَّى أباه في الأزل "عبد الله": ليتحقق فيه وصف العبودية لله، فكأنه قيل: ومن العابد لمولاه، إن لم يكنه "عبدُالله"، أقرب الساجدين سببًا ونسبًا بسيدنا رسول الله! ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾، فهو الأب الماجد، والعبد الساجد «وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»، وهو عبد الله المصطفى ﴿وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾. فتطابق بذلك الاسم والمسمى، وتوافق المعنى والمبنى».
ودعا الدكتور محمد وسام قائًلا: «صلوات الله وسلامه عليك وعلى آلك ووالديك وصحبك يا سيدي يا رسول الله. فاللهم انفعنا وارض عنا بهما وبحبهما وقربهما ومددهما ووصلهما وبرهما ونظرهما في الدنيا والآخرة، وأكرمنا برفقتهما في كنف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، مع أصوله الزاكية الزاهرة، وعترته الطيبة الطاهرة، وجد علينا بنفحاتك الباهرة، وعطاياك العاطرة».
اليتم صفة من صفات النبي
فيما قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن اليتيم عنوان الخير، واليتم صفة من صفات النبي ﷺ، واليتيم ينبغي أن يرفع رأسه وسط الناس لأنه باب الخير لهم، ومن وضع يده على رأس يتيم كتب الله له بكل شعرةٍ في رأس اليتيم حسنة، ومن كفل يتيمًا جاور النبي ﷺ في علو قدره ومكانته ومكانه في الجنة (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة).
وأضاف: «اليتيم ينبغي من غير كبر أن يعرف أنه سبب للخير ،وأنه ليس لأحدٍ منة عليه ،ومن أراد أن يكفل يتيمًا فليعرف أنه ليس له منّة على ذلك اليتيم بل ذلك اليتيم هو سبب خيره عند الله، لأن كثير من الناس تعتقد إن اليتيم يجب أن يكون مذلول ومنكسر وكذا إلى آخره فرفعه الله بعزه من عنده، وهذا يجعلنا نرسم برنامجًا لكيفية تربية هذا العنوان من عناوين الخير فلا نُضيّعه، والناس درجوا على أن يُضيعوا اليتيم فيجب أن نقاوم أنفسنا في هذا لأن هذا خلاف مراد الله حتى ضربوا المثل فقالوا : "أضيع من اليتيم على مأدبة اللئيم"، اللئيم عندما يأتي اليتيم ولأن اليتيم ليس له أب فيستهين به فيكون في حاشية المائدة حتى يزاحمه الناس فلا يأكل وهذا نوع من أنواع الإهانة والتهميش. فكيف نتعامل مع اليتيم؟ {قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ} الخير أفعل تفضيل يعني أخير يعني أحسن، فلو ضيعته تبقى مصيبة أما لو أنك أصلحته فإن الخير سيعود عليه وعليك فتنبه؛ الناس تخاف لأن مال اليتيم إذا دخل في مال الإنسان دخل بالوبال والشنار والنار.
وشدد:«يجب علينا ألا نغالي ونتظرف في الفهم ، فعندما يقول لك الخمر حرام فتقتل جارك الذي يشرب الخمر أو تدخل عليه وتعتدي على حرماته لكي تكسر زجاجة الخمر هذا تطرف . وعندما يقول لك إن مال اليتيم خطير فتلقي اليتيم في الشارع هذا تطرف ، فربنا سبحانه وتعالي لكي يخفف من هذه المغالاة والتطرف يقول :{وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} إذًا نخالط اليتيم ، لا يوجد معي مال أصرف عليه من ماله ، وأرعاه مثل أبنائي وأعلمه ،وإذا مرض اذهب به للطبيب وهكذا».
وبين أن تخصيص يومًا لليتيم هذا من العمل الصالح، ومن قِبل إدخال السرور عليه، وإذا أدخلت السرور على اليتيم فإن هناك دعوة صالحة يستجيب الله لها منه؛ فإن اليتيم قلبه ضعيف والله عند الضعيف، تجد ربك عند المريض إذا عُدت المريض، وتجد ربك عند اليتيم إذا أدخلت السرور على اليتيم، وتجد ربك عند المظلوم والمقهور إذا أنت رفعت الظلم عنه أو أزلت القهر من عليه، فمن أراد أن يستجيب الله له دعاءه فليكرم اليتيم، ولينفق عليه وليدخل عليه السرور.