علي جمعة: الإسلام ليس دين حرب وكل غزوات النبي مات فيها 1000 من الطرفين|فيديو

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، أن المغازي النبوية ليست مادة للحرج أو الانتقاص، بل تمثل أحد دلائل النبوة وعبقرية القيادة المحمدية في إدارة الأزمات، دروس إنسانية راقية.
وقال علي جمعة خلال مشاركته في بودكاست "مع نور الدين" عبر قناة الناس، إن النبي محمد ﷺ كان في قلب الأحداث، يواجه التحديات بروح الحكمة والرحمة، متسائلًا: "كيف يمكن لإنسان أن يدير الحروب والسلم بهذا التوازن؟ أليس هذا من معجزاته؟"، مضيفًا أن السيرة النبوية أوسع بكثير من أن تُختزل في الغزوات، التي لم تكن سوى جزء محدود من رحلته الدعوية، مؤكدًا أن الإسلام دين سلام لا قتال.
المغازي النبوية والسيرة
وشدد جمعة على أن الإسلام ليس دين حرب أو عنف، بل هو دين سلام في اسمه وجوهره، مستشهدًا بآيات القرآن الكريم: "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا"، "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"
وأشار إلى أن تحية المسلمين هي "السلام عليكم"، لا القتال ولا العنف، مضيفًا: "لو كان الإسلام دين عنف لما كانت أول كلماته في اللقاء هي السلام".
الغزوات محدودة
وأوضح مفتي الجمهورية الأسبق أن غزوات النبي ﷺ لم تتجاوز 27 غزوة خلال أكثر من عشر سنوات، ولم يُقاتل فعليًا إلا في سبع منها فقط، سقط فيها ما يقارب ألف قتيل من الطرفين.
وأضاف: "في سنة واحدة في باريس، قُتل من الناس في حوادث الطرق أضعاف هذا الرقم، فهل نُدين المدينة أم نبحث في الأسباب؟".
وأكد أن كل ما شهده النبي من مواجهات كان دفاعًا عن الدعوة وليس عدوانًا، بل دروسًا عملية في كيف يُدار الصراع بأخلاق عالية، مشيرًا إلى أن هذه المغازي كانت الأكثر مشقة على النبي، لكنها حملت أعمق معاني الرحمة والتسامح.
الرد على الشبهات من قوة الإسلام
وفي سياق متصل، أكد الدكتور علي جمعة أن الشبهات التي تُثار حول الإسلام لا تهز يقين المسلمين، بل تعززه، وقال: "كل شبهة تواجهنا نرد عليها علميًا، بهدوء واستقراء، فتتحول إلى دليل جديد على صدق الإسلام، وتكشف زيف ما يُروّج ضده".
وأضاف: "حين يُقال إن الإسلام بُني على السيف، نرجع للقرآن فنجد الرفق زينة، والعنف مذموم، والدعوة إلى العفو والصفح متكررة في أكثر من موضع: "فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره"".
قواعد الحرب الرحيمة
اختتم جمعة حديثه مؤكدًا أن الإسلام لم يكن فقط سبّاقًا في إرساء قواعد الرحمة والعدالة أثناء الحرب، بل كان نموذجًا سبق اتفاقيات جنيف في مبادئه، مشيرًا إلى أن الرسول ﷺ لم يبدأ حربًا، بل أنهى الحروب بأخلاق الفرسان، حيث حث على عدم قتل الأطفال أو الشيوخ أو النساء، والرفق بالأسرى، وعدم التمثيل بالجثث.

وأوضح أن المغازي النبوية لم تكن فقط أحداثًا تاريخية، بل دروسًا إنسانية راقية، تظهر كيف يمكن للرحمة أن تسود حتى في ساحات الصراع، ومن ثم الإسلام دين سلام وعدل، وغزوات النبي ﷺ كانت نماذج للتعامل الراقي في أوقات الحرب، وأي اختزال للسيرة في معارك عسكرية هو ظلم للتاريخ، وتغييب لرسالة الرحمة التي جاء بها الإسلام، والتي تزداد تألقًا كلما حاول البعض تشويهها.