بعد واقعة وفاة الطفلة صوفيا ورد الصحة.. طبيب يكشف "سمسرة" المسعفين
بعد حادثة وفاة الطفلة صوفيا أحمد المعصراوي نتيجة للإهمال من الإسعاف، كشف الدكتور أحمد باسم عبر صفحته الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن واقعة أخرى كان طرفًا فيها قبل سنوات، تأكيدًا لمعاملة المسعفين السيئة مع حالات الحوادث التي تُقابلهم.
"سمسرة" المسعفين
الدكتور أحمد باسم، كشف تفاصل الواقعة بوست طويل، وقال: "أول ما بدأت شغلي الخاص في مصر كان زمايلي الأطباء بيحولوا عليا اي مريض يكون محتاج جراحة في العمود الفقري، وـنا راكب الأوتوبيس، كلمني رقم غريب بيقولي إنه من طرف طبيب صديق، قالي إنه مسعف، و معاه مريض عنده كسر في الفقرات العنقية، كسر في رقبته يعني".
وأضاف: "المسعف قالي إنه مُستعد يجيبهولي أي مستشفى أنا اختارها، وفي الأول كنت فاكر أن دا واحد زميل في المهنة، وإن المريض دا قريبه أو معرفته، وعايزني أخدمه، لسه بسأله عن التفاصيل قال لا أنت فهمت غلط يا دكتور احنا في عربية إسعاف، ومعانا مريض في حادثة، وإنه بدل ما هياخدوا المريض على أقرب مستشفى حكومي، ممكن يجيبهولي على أي مستشفى خاص".
وتابع: "وقالي باللفظ أنت أولى بالسبوبة دي يا دكتور مش بس كده قالي صراحة إنه هياخد 10% من فلوس الحالة، تصور الفُجر وصل لفين؛ المُسعف بدل ما يودي المريض لأقرب مستشفى بقف على راسه و يدور على اي مصلحة من وراه.. بستغل حاجة الناس وضعفهم بعد حادثة مميتة وعايز يعمل سمسرة من وراهم، طبعاً الراجل سمع منى كل الألفاظ القبيحة اللي اتعلمتها في حياتي وهددته إني هبلغ عنه البوليس لو موداش المريض لأقرب مستشفى حكومي فيها طوارئ".
الفساد في الإسعاف من زمان
وواصل: "علشان كده متستغربوش لما أب يحكي تجربته عن بنته اللي ماتت بين إيديه علشان االأسعاف مرضيش يوصلها لأقرب مستشفى، وفضل يلف بيها 5 ساعات على طريق الساحل الشمالي، الفساد في الإسعاف موجود من زمان دي حاجة مش جديدة واحنا بعنينا بنشوف بلاوي مهما كنت كبير أو مسنود، مهما كنت غني أو مُقتدر، مهما كان ليك معارف ووسايط إنت مُعرض إنك يحصلك حادثة على الطريق وساعتها مفيش حاجة حتحميك".
واختتم حديثه قائلًا: "الإسعاف والخدمة الصحية الطارئة دي من أساسيات الحياة في البلد، وأنا عارف إن الحكومة بتصرف كتير على الإسعاف بالذات، بس الفساد والفهلوة وشغل السمسرة دا بيضيع كل اللي الدولة بتعمله، يا ريت كلنا نقف ضد النوع دا من الفساد، علشان محدش كبير على الحوادث، وربنا يلطف بينا و بأهالينا".
وفاة الطفلة صوفيا ورد الإسعاف
وكان أحمد المعصراوي، والد الطفلة صوفيا، قد عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة ابنته، التي فارقت الحياة بعد تعرضها لحادث سير مروع على طريق وادي النطرون – العلمين، مؤكدًا أن الحادث كان أليمًا، لكن الأكثر وجعًا كان ما وصفه بـ"الإهمال قتل بنتي" في التعامل مع الحالة الطارئة من قبل هيئة الإسعاف.
وأطلق والد الطفلة صوفيا نداءً عاجلًا للجهات المعنية بضرورة فتح تحقيق شفاف وفوري لمحاسبة كل من تسبب أو شارك في هذا الإهمال، الذي أدى إلى تأخر وصول صوفيا إلى المستشفى وبالتالي وفاتها، وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "وفاة بنتي قضاء وقدر، وأنا مؤمن بده، لكن لازم ناخد بالأسباب، وكان في تقصير واضح في سرعة الاستجابة من الإسعاف، والبنت ماتت قبل ما نوصل المستشفى".
واستكمل والد الطفلة صوفيا، أن الوقت كان حاسمًا لإنقاذ صغيرته، لكن تأخر تقديم المساعدة الطارئة كان عاملاً رئيسيًا في فقدانها، مؤكدًا أن الطريق كان خاليًا من الزحام ولم يكن هناك ما يبرر تأخر وصول سيارة الإسعاف أو إغاثة الحالة على الفور.
ومن جانبه، قال الدكتور عمرو رشيد، رئيس هيئة الإسعاف، إن وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبدالغفار، وجّه بفتح تحقيق عاجل في واقعة وفاة ابنة الطبيب أحمد المعصراوي، التي أثارت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول شكوى تتعلق بتغيير خط سير سيارة الإسعاف من مستشفى العلمين إلى مستشفى وادي النطرون، وهو ما يُرجّح أنه أدى إلى تأخير نقل الطفلة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وأضاف رشيد: "أتقدّم بخالص التعازي إلى أسرة الطبيب أحمد المعصراوي في هذا المصاب الأليم"، مشيرًا إلى أنه أصدر تعليماته بمراجعة كافة تفاصيل الحادث وملابساته بدقة، مع إحالة الواقعة كاملة إلى التحقيق لبيان أوجه القصور إن وُجدت، وذلك في أجواء من الحيادية والشفافية التامة.
وأكد أن جميع مستجدات التحقيق تُعرض مباشرة وبشكل فوري على الدكتور خالد عبدالغفار، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات حاسمة بناءً على نتائج التحقيقات.
