روبوت الذكاء الاصطناعي «Grok» يثير جدلاً بتكرار مزاعم «الإبادة الجماعية للبيض»
أثار روبوت الذكاء الاصطناعي "Grok"، الذي طورته شركة "X.AI" التابعة لإيلون ماسك والمدمج في منصة التواصل الاجتماعي "X" ، جدلاً واسعًا بعد أن بدأ في الأيام الأخيرة بالرد على استفسارات المستخدمين بمعلومات حول العنف ضد البيض في جنوب إفريقيا، حتى في المواضيع التي لا تمت لهذا الموضوع بصلة، وفقًا لتقرير "NBC News".
ففي حادثة مثيرة للدهشة، رد "Grok" على سؤال لمستخدم حول موقع صورة لممر مشاة، لم تكن من جنوب إفريقيا، بتفاصيل حول "الهجمات الوحشية على المزارع في جنوب إفريقيا" ومزاعم استهداف البيض بدوافع عنصرية.
وأظهرت مراجعة لحساب "Grok" على "X "منذ الثلاثاء الماضي أكثر من 20 مثالاً لمثل هذه الردود، بما في ذلك ردود على أسئلة تتعلق بصورة من كتاب رسوم متحركة وميم "Hawk Tuah" المنتشر على نطاق واسع.
ولم يتضح على الفور سبب بدء روبوت الذكاء الاصطناعي في إثارة هذا الموضوع بشكل تلقائي، إذ لم يذكر جنوب إفريقيا في معظم ردوده الأخيرة خلال الأيام القليلة الماضية.
وقد جاءت هذه الردود الغريبة في وقت أصبحت فيه جنوب إفريقيا والمزاعم المتطرفة حول العنف العنصري ذات صلة متزايدة في الولايات المتحدة، وفي وقت كثف فيه ماسك خطابه حول هذه القضية.
ففي يوم الاثنين، استقبل مسؤولون أمريكيون 59 من البيض الجنوب أفريقيين كجزء من اتفاقية لاجئين تضمنت مزاعم بالتمييز العنصري والعنف بموجب موافقة خاصة على الهجرة من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي فبراير الماضي، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يسمح للبيض الجنوب أفريقيين بالاستقرار في الولايات المتحدة، قائلاً إنهم "ضحايا تمييز عنصري غير عادل".
مزاعم "الإبادة الجماعية" وموقف ماسك المثير للجدل
يبدو أن ردود "Grok" تشير إلى حوادث العنف المثيرة للجدل والمسيسة التي أثرت على بعض المزارعين البيض في جنوب إفريقيا ، وقد تبنى ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، في السنوات الأخيرة مزاعم اليمين المتطرف والمزاعم المتنازع عليها بأن السكان البيض في البلاد يتعرضون لإبادة جماعية مستمرة تتعلق بالهجمات العنيفة على المزارعين البيض، ومؤخرًا، بقانون الأراضي.
وقد ادعت أقلية صغيرة ولكنها صاخبة في البلاد أن الهجمات على المزارع هي شكل من أشكال العنف العنصري ضد البيض، وبعد تمرير قانون الأراضي المثير للجدل، بدأ القوميون البيض بالإشارة إليه على أنه “إبادة جماعية”، وقد أعاد القانون إشعال نقاش وطني حول إصلاح الأراضي في بلد لا يزال إرث أقلية بيضاء جردت سكانه السود من الأراضي يلوح في الأفق.
وقد وصف ماسك نفسه الهجمات بأنها "إبادة جماعية"، قائلاً في منشور على "X" إن الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، لم يتحدث ضد الأشخاص "الذين يدفعون علنًا إلى إبادة جماعية للبيض في جنوب إفريقيا".
وجاء رد ماسك على مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع لأغنية احتجاجية مناهضة للفصل العنصري تسمى عادةً "اقتل البوير"، والتي تم إنشاؤها قبل نهاية الفصل العنصري ، وقد استمر ماسك في نشر منشورات حول العنف في جنوب إفريقيا، وشارك مؤخرًا منشورات حول العنف ضد المزارعين البيض والاحتفال بالمهاجرين الجنوب أفريقيين الجدد.
ومن اللافت أن بعض ردود "Grok"، على الرغم من كونها غير مبررة، تقدم منظورًا مختلفًا. ففي يومي الثلاثاء والأربعاء، أشار "Grok" إلى ماسك في ردود تتعلق بجنوب إفريقيا أكثر من اثنتي عشرة مرة، مشيرًا في الغالب إلى ادعاء ماسك بأن العنف يمثل إبادة جماعية. وفي شهر مارس، تناقض "Grok" بشكل مباشر مع ماسك حول هذا الموضوع.
وفي منشور ردًا على سؤال حول ادعاءات ماسك حول هذا الموضوع، كتب "Grok" "لا توجد مصادر موثوقة تدعم ادعاء إيلون ماسك بـ"الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا، ترفضها المحاكم على أنها لا أساس لها.
كما تبلغ وسائل الإعلام عن عنف مفرط ضد المزارعين، وخاصة البيض، ولكن ليس تطهيرًا عرقيًا، بل جريمة، وليس إبادة جماعية. وتشير الفراغات في التقارير المؤكدة عادةً إلى أن نظرية المؤامرة كاذبة، وتفتقر إلى الأدلة من مصادر حسنة السمعة."
وقد لفتت الإجابات الانتباه أيضًا جزئيًا لأن "Grok" لفت الانتباه في الأشهر الأخيرة لمعارضته الصريحة والمتكررة لماسك حول مجموعة متنوعة من المواضيع، وهو أمر يأتي في الوقت الذي وصف فيه ماسك الروبوت بأنه "مناهض للاستيقاظ". وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، قدم الروبوت بعض الردود التي بدت وكأنها تعترف بغرابة إجاباته، وفي واحدة على الأقل قال إنه تلقى تحديثًا يهدف إلى منعه من إثارة جنوب إفريقيا تلقائيًا.
