خالد المصو: المسرح الفلسطيني صدى المقاومة وصوت الحياة وسط الموت

أكد الفنان الفلسطيني خالد المصو على أن المسرح الفلسطيني وعلى مدار 77 عامًا منذ النكبة، حمل رسالة مقاومة وكان أداة صوتية وإنسانية للدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الفنان الفلسطيني لم يكن يومًا بمنأى عن الواقع القاسي للاحتلال، بل كان جزءًا منه ومعبّرًا عنه.
العمل الفني وسط الحرب
وأشار المصو، في مدخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن العمل الفني وسط الحرب والفقدان ليس سهلًا، موضحًا: "خلال العدوان، بدأت الكتابة كوسيلة لمواجهة الألم، ولكن بعد عام من المشاهدة الصامتة للانتهاكات ولامبالاة العالم، شعرت أن كل عمل فني قد يبدو ضعيفًا أمام هذا الكم من العنف".
إلا أنه استدرك بالقول: "رفضت أن أبقى مكتوف الأيدي، قررت أن أرفع صوتي وصوت شعبي، لأننا كشعب نحب الحياة ونحلم، ونريد لأطفالنا أن يتعلموا ويعيشوا بكرامة".
الخياطة التي تصنع فساتين الأعراس
أوضح المصو أن هدفه في العمل المسرحي الأخير لم يكن سياسيًا، بل إنسانيًا بحتًا، إذ أراد أن يقدم قصة "الخياطة التي تصنع فساتين الأعراس"، وهي رمز للحياة والفرح، رغم كل الموت المحيط، مضيفًا: "العالم سئم الخطابات السياسية، نحن نريد أن نتحدث عن الإنسان، لا نطلب شفقة، بل نريد أن نظهر أننا أقوياء وباقون".
التعاون مع كريم ستوم في الدراماتورجيا
وأكد المصو أن العمل المسرحي كان جماعيًا، بالتعاون مع الفنان كريم ستوم في الدراماتورجيا والمخرج فراس أبو صباح، مشددًا على صعوبة تجسيد الألم دون الوقوع في فخ البكائيات أو الصورة النمطية، وقال: "نحن لا نمثل لأننا أبطال، بل لأننا بشر نحلم بحياة طبيعية، ونحاول أن نعكس الصمود والمواقف الإنسانية الصادقة".
ذكرى النكبة لا تمثل حدثًا عابرًا
من ناحية أخرى؛ أكد السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين في القاهرة، على أن ذكرى النكبة لا تمثل حدثًا عابرًا بل جرحًا مستمرًا في الوجدان الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لم يتعرض لنكبة واحدة فقط، بل لسلسلة من النكبات منذ مطلع القرن العشرين، كانت أفظعها نكبة عام 1948 التي هجرت قسرًا نحو 850 ألف فلسطيني نتيجة مجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية.