عاجل

دلالات جولة ترامب.. سر تغير علاقة الشرع وأمريكا ومقاربة اقتصادية مع الخليج

الرئيس الأمريكي ترامب
الرئيس الأمريكي ترامب وولي العهد السعودي

في جولة تعكس تحولًا ملحوظًا تجاه المشهد في المنطقة، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة 3 دول خليجية السعودية، قطر والإمارات، بدأها بمقاربات سياسية واقتصادية؛ وأنهاها بتأكيده على أنه سيجد حلًا للوضع في غزة والمجاعة التي تحدث هناك؛ مشيرًا في الوقت ذاته على أنه سيعمل على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

شهدت جولات ترامب الخليجية اهتمامه بالمجالات الحديثة التي تحقق ثروات عملاقة وهي مجالات مرتبطة بعلوم مختلفة ومستقبل يغير المجتمع من الجانب الاقتصادي، وعلى الصعيد السياسي تتلخص زياراته في 3 ملفات صعبة، وهي؛ الوضع الإنساني في قطاع غزة، تطور العلاقات مع سوريا ورفع العقوبات، بالإضافة إلى ملف إيران.

منطقة الخليج لاعبًا إقليميًا مهمًا

يرى صادق محمد العماري مدير عام المركز القطري للصحافة، أن منطقة الخليج أصبحت في الوقت الحالي لاعبًا إقليميًا مهمًا وتراهن أمريكا على قدرة دوله على تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة، بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به عدد من الدول الخليجية في الوساطات بين المتنازعين ونجاحها في تقريب وجهات النظر بين عدد من الخصوم ونزع فتيل الحروب.

ويؤكد "العماري"، أن قادة الخليج وخاصة قطر والسعودية يعولون على تدخل أمريكا في إنهاء العدوان العسكري والإنساني الذي يتعرض له أهل غزة، حيث تقوم قطر ومصر بدور فعال في هذا الأمر ونترقب أن تكلل هذه الجهود بالنجاح، ولا ننسى أيضاً الجهود القطرية والسعودية والتركية في القرار المهم الذي اتخذه الرئيس الأمريكي لرفع العقوبات عن سوريا، وكذلك الوساطة العمانية بين أمريكا وإيران لتخفيف التوتر.

وأضاف مدير عام المركز القطري للصحافة في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "منطقة الخليج بالتعاون مع دول فاعلة أخرى مثل مصر وتركيا أصبح دورها كبيرًا وخاصة بعد انكفاء أوروبا على نفسها وانشغال روسيا في حربها، ولذلك فإن أمريكا تعول كثيراً على قدرة هذه الدول في تحقيق الأمن العالمي".

المعاملات التجارية يعود نفعها على الجميع 

وفيما يخص الاستثمارات التي تم إعلانها خلال زيارة ترامب للدول الخليجية، قال محمد صادق العماري، إننا نعي أن هذه الدول أصبحت تمتلك وعيًا كبيرًا في تنويع استثماراتها وهي لا تلقي أموالها في الهواء، لأنها استثمارات لمشروعات ومنتجات تخدم هذه الدول وهي في النهاية معاملات تجارية واقتصادية يعود نفعها على الجميع وتحقق المصالح المشتركة بين شعوب الخليج والشعب الأمريكي.

تغيير الصورة النمطية عن العربي

الخبير الاقتصادي القطري، الدكتور عبدالله الخاطر، يرى أن كلا الجانبين مستفيد من جولة ترامب الخليجية، مضيفًا: "وهذا يرتكز على كل بُعد من أبعاد هذه الزيارة، ففي جانب الصورة العامة خلقت الزيارة تباين بين ما يحدث في غزة وما يحدث في المنطقة العربية، الزيارة تعطي خيار التنمية والتطلع للمستقبل من خلال الشراكات بديل الإبادة والدمار والخراب".

وتابع عبدالله الخاطر في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "جولة ترامب الخليجية تعطي صورة العربي الغير نمطية فهو المستقبل الاقتصاد والتكنولوجيا والأمل في مستقبل الإنسانية، وإسرائيل من يعيق هذا النمو وهذا التقدم، وأن أمريكا في حاجة ملحة لفصل المسارات وربط مصالحها مع المنطقة العربية المتطلعة للنمو والاستقرار".

واستكمل "الخاطر" تصريحاته قائلًا: "هي لحظات كما كانت لحظات استضافة كأس العالم؛ منطقة عربية فَتِيَّة تملك الرؤية المستقبلية وتتطلع للتطورات في الذكاء الآلي والسيارات الكهربائية والطاقة البديلة وتقنيات البطاريات ومراكز البيانات بدلًا من التدمير والحروب".

وتابع الخبير الاقتصادي: "ولذلك فإن المكاسب السياسية عظيمة، فمن شاهد الاستقبال والحفاوة ويحمل في ذهنه المآسي التي تقوم بها إسرائيل سوف يحدث زلزال في مواقفهم، وقد يرغبون باللحاق بالموكب العربي ويتراجع أي دعم لحروب إسرائيل، وهذه رؤية ترامب الاقتصاد ورفض الحروب".

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي من جولة ترامب الخليجية، فيؤكد الدكتور عبدالله الخاطر أن المردود على كلا الجانبين عظيم، مضيفًا: "والجانب العربي يحصل على أفضل التقنيات وتوطينها ويحصل على تنويع الاستثمارات ويعزز مكانته كراعي للتكنولوجيا والاستثمار والانفتاح وجذب المستثمرين ورواد الأعمال والشركات والاستثمارات".

تقارب اقتصادي

الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية تحدث عن زيارة الرئيس الأمريكي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، قائلًا: "القضية ليست في من المستفيد أو الخاسر، ولكن بطبيعة الحال زيارة ترامب للخليج كشفت بعمق على طبيعة المقاربة الاقتصادية أو الرؤية الاقتصادية الأمريكية التي تُدير علاقاتها في إطار من الحسابات الاقتصادية الكثيرة".

وأضاف: "حجم المشروعات التي حصلت عليها والاستثمارات والاتفاقيات يكشف أن المقاربة الاقتصادية قد تكون مدخلًا مهمًا في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي وما جرى في إطار هذه العلاقة أمر مهم ويمكن البناء عليه، وفي تقديري أن هذا الأمر سيُغير من قواعد اللعبة وتوازنات القوى الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط".

وتابع أستاذ العلوم السياسية: "دول الخليج دول مركزية ولها حضور وأهمية كبيرة في النظام الإقليمي العربي بصرف النظر عن الأداء لكن في النهاية نتعامل مع واقع سياسي واستراتيجي مهم ستكشف جملة اللقاءات والاتصالات عن هذا الأمر بما يؤكد بطبيعة الحال على أن القضية ليست ربح أو خسارة أو من حقق المكاسب".

وواصل "فهمي": "في حالة سيولة سياسية في الإقليم، وفي تغيرات إقليمية كبيرة وهناك أيضًا مخاوف من امتداد هذه التأثيرات الكبيرة في الإقليم على الأمن القومي العربي خصوصًا وأن التطورات سريعة وعاجلة ومباشرة وربما يكون لها تداعيات كبيرة في هذا النطاق".

الإدارة الأمريكية نفعية 

واستكمل طارق فهمي تصريحاته قائلًا: "الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب إدارة نفعية مصلحية برجماتية تتكلم بلغة واقعية في حسابات المكسب والخسارة والنفقة والتكلفة والعائد وتسييس الأمور بصورة كبيرة ووضعها في إطارها".

واختتم أستاذ العلوم السياسية تصريحاته الخاصة قائلًا: "نحن أمام تطورات خطيرة يمكن البناء عليها وسيكون لها حساباتها التي يمكن أن تؤثر على مجال الشرق الأوسط في الفترة المقبلة، وبالتالي جولة ترامب تُفهم في هذا السياق الذي يُمكن أن يُغير من وقائع المعادلات الكبرى في الإقليم ولكن وفق حسابات متعددة".

أسباب تغير العلاقة مع أحمد الشرع

وبشأن تغير علاقة أمريكا مع الرئيس السوري أحمد الشرع، واتخاذ قرار رفع العقوبات في الرياض، قال المحلل السياسي الدكتور علاء الأصفري في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، إن هذا التحول الكبير في العلاقات يعود إلى أمرين، مضيفًا: "الأول؛ تصريحات الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني بأننا لن نُشكل تهديدًا للجوار وخاصة إسرائيل، نحن نمد اليد للجميع والسلام في المنطقة، وهذا مهم للولايات المتحدة بما يخص أمن إسرائيل".

وأضاف المحلل السياسي السوري: "الأمر الثاني؛ بأن الشرع يتصرف حاليًا كرجل دولة ولا يتصرف كزعيم فصيل، لذلك على ما يبدو أن أمريكا قررت طي صفحة الماضي، حيث يُعامل الشرع كرجل دولة، ولكن يجب إثبات أن هناك تغيير جوهري في سوريا بفرض القوانين ويكون هناك ديمقراطية وتعددية ويكون هناك دولة مدنية في النهاية".

واختتم الدكتور علاء الأصفري تصريحاته الخاصة قائلًا: "هناك مخطط جيد جدًا في سوريا بأن تكون في مصاف الدول المتقدمة والتي لا تُسبب المشاكل لجيرانها ولا يُمكن السماح بوجود نفوذ إيراني وبالتالي بأننا سوف نشهد عصرًا مزدهرًا قريبًا".

تم نسخ الرابط