أحداث الحادي عشر من سبتمبر
بشعار «لن ننسى».. عائلات ضحايا 11 سبتمبر تهاجم ترامب بسبب السعودية
هاجمت عائلات ضحايا 11 سبتمبر 2001، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية ، ومظاهر تقربه من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفي بيانات اعتراضهم أعربت العائلات عن غضبهم الشديد من العلاقة بين الرئيس الأمريكي والمسؤولين السعوديين التي اتسمت بالود خلال الزيارة التي جاءت ضمن جولة خليجية واسعة إلى قطر والإمارات العربية المتحدة.
عائلات ضحايا 11 سبتمبر تهاجم ترامب
أفادت العائلات ، بأن زيارة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة إلى المملكة تجاوزت مجاملات الرئيس السابق جو بايدن الهادئة، لتثير جدلًا أكبر، إذ عبر ترامب عن إعجابه الشديد بالسعودية وشعبها وقيادتها، رغم الاتهامات الموجهة ضد المملكة فيما يتعلق بهجمات 11 سبتمبر.
وفي خطابه بالرياض، قال ترامب: "يا له من مكان رائع، ولكن الأهم من ذلك، يا له من شعب رائع. أود أن أشكر صاحب السمو الملكي، ولي العهد، على هذه المقدمة الرائعة. إنه رجل رائع. أعرفه منذ زمن طويل. لا أحد مثله". وهذه التصريحات أثارت استياء شديدًا في أوساط عائلات ضحايا 11 سبتمبر.
إحدى الأرامل، التي فقدت زوجها في الهجمات، قالت لصحيفة "الإندبندنت" إن مشاهدة ترامب يصافح زعيم دولة تُحملها مسؤولية فقدان زوجها كانت مؤلمة للغاية، متسائلة: "ألم نمر بما يكفي؟".
أما أحد رجال الإطفاء المتقاعدين، الذي كان في موقع مركز التجارة العالمي يوم وقوع الهجمات، فقد عبر بغضب قائلاً: "ماذا حدث لشعار ’لن ننسى أبدًا؟‘".
ترامب في المملكة العربية السعودية
وقد حظي ترامب خلال زيارته باستقبال استثنائي، شمل مرافقة سرب من المقاتلات لطائرته الرئاسية، وحرس شرف يحمل سيوفًا ذهبية، بالإضافة إلى عرض من الخيول العربية الأصيلة. وفي خطابه، واصل ترامب الإشادة بولي العهد، قائلًا: "إنه أعظم ممثل لكم. لو لم أكن أحبه، لما بقيت هنا دقيقة. أنا أحبه كثيرًا، ولهذا السبب نقدم الكثير. كثيرًا جدًا. أحبك كثيرًا".
وأعلن ترامب عن صفقة استثمارية ضخمة بقيمة 600 مليار دولار مع المملكة، مشيدًا بإنجازات محمد بن سلمان، وقال له: "لقد شكك الناس في قدرتك على تنفيذ رؤيتك، لكنك أثبتَّ للجميع خلال السنوات الثماني الماضية أنهم كانوا مخطئين".
لكن كلمات الإعجاب هذه لم تلقَ صدى إيجابيًا لدى الجميع، خاصة بين عائلات ضحايا 11 سبتمبر والمسعفين الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ.
تيري سترادا، أرملة أحد الضحايا ورئيسة جمعية "عائلات 11 سبتمبر المتحدة"، أعربت عن غضبها من موقف ترامب، لا سيما في ضوء استضافته لبطولات رابطة LIV للغولف، التي تمولها السعودية، في ناديه في بيدمينستر، نيو جيرسي.
وقالت سترادا لصحيفة الإندبندنت: "لقد تحدثت مع العديد من العائلات، وقد شعرت بالحزن العميق لما شاهدته خلال زيارة ترامب. لا يمكننا تجاهل كل ما حدث لمجرد أننا بصدد فتح فصل جديد من العلاقات التجارية. لا يزال من الضروري قول الحقيقة".
وتخشى سترادا من أن يُقدم ترامب الآن على التراجع عن وعوده السابقة بالكشف عن بقية الوثائق الاستخباراتية المتعلقة بالهجمات، والتي تعتبرها دليلاً حاسمًا على تورط السعودية. وأضافت: "دفن الحقيقة يُشكل خطرًا على أمننا القومي ويؤذي أمةً كاملة عانت بما فيه الكفاية".
في المقابل، روبرت كوبس، الذي فقد شقيقته ديبورا في الهجوم وكانت في "طابق الاصطدام"، عبر عن رأي مختلف. ورغم أنه انتقد الحكومة السعودية في فترة ما بعد الهجمات، إلا أنه يرفض تحميل القيادة الحالية في المملكة مسؤولية ما حدث قبل أكثر من عقدين.
وقال: "نعم، كان هناك أشخاص سيئون جدًا في الحكومة السعودية في ذلك الوقت. لكن هل يجب أن نحتقر قادة المملكة الحاليين لما حدث قبل 20 عامًا؟ لا. حتى لو عقدوا صفقات تجارية، فلا بأس. لن أهاجم الرئيس، بل سأتحدث عن تواطؤ السعودية آنذاك".
ويرى كوبس أن الحكومة الأمريكية تحتفظ بأدلة سرية ستُثبت في نهاية المطاف مسؤولية السعودية، مؤكدًا: "لا يمكن إخفاء الحقيقة. لن تُخفى الحقيقة أبدًا، مهما حاولوا".
