الرفاعية ترسخ للتصوف على طريق الأولياء.. تفاصيل أول مركز ثقافي صوفي |خاص

كشفت مصادر مطلعة بالطريقة الرفاعية بأن شيخ الطريقة الشيخ طارق يس الرفاعي بصدد الانتهاء من إنشاء مركز ثقافي صوفي بإحدى ساحات الطريقة الرفاعية وسط القاهرة.
إنشاء أول مركز ثقافي صوفي
وقالت المصادر في تصريح خاص لـ«نيوز رووم» أن من أهم أهداف المركز الثقافي الصوفي مواجهة الأفكار المغلوطة عن صور التصوف، من خلال بعض المجالس العلمية وبعض اللقاءات الحوارية ما بين الشباب ومختلف الفئات بحضور علماء من الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء المصرية وبعض المفكرين والمؤرخين.
ومن ضمن الأهداف ولأول مرة سيتم تقديم برامج تدريبية للنشء من أبناء الطريقة وغيرهم، لتعليمهم سير وحياة السادة الأولياء وسيرة ومسيرة السيد أحمد الرفاعي، وأقوال باقي الأقطاب والأولياء عن حياته العلمية والعملية والروحية.
كما سيقدم المركز مجموعة من تبادل الزيارات ما بين المحافظات للأقطاب والأولياء، بالإضافة إلى التنسيق مع بعض أبناء منهج التصوف خارج مصر لتبادل الثقافات المختلفة، ويدعم المركز الثقافي الصوفي البراعم من أبناء الطريقة وأصحاب المواهب بها وبالطرق الأخرى.
بالإضافة إلى الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي ونشر كل ما يخص الطريقة الرفاعية بلغات متعددة للتعريف بالطريقة.
وسيتكفل المركز بإقامة المسابقات والفعاليات الدورية التي من أهدافها خلق جيل يتمتع بصورة التصوف الصحيح التي تتماشى مع العصر الحديث.
هل زار الإمام الرفاعي مصر؟
كان «نيوز رووم» في إطار البحث عن حقائق وأسرار الطرق الصوفية وأئمتها كشف مصطفى زايد الباحث في شؤون التصوف عن مفاجآت وأسرار حول الإمام أحمد الرفاعي وحقيقة زيارته لمصر.
يقول زايد لـ «نيوز رووم»: «في ربيعٍ ثقيل الظلال من عام 560هـ، أُغلق بابٌ في قصر الخلافة الفاطمية، وفُتح باب آخر في قلب البصرة. الخليفة العاضد لدين الله، آخر من جلس على العرش الفاطمي المتهالك، أرسل وفدًا خفيًا إلى العراق، لا ليستدعي قائدًا عسكريًا أو سفيرًا سياسياً، بل شيخًا نحيل الجسد، واسع السرّ، اسمه أحمد الرفاعي».
وتابع: «لقد التقت السياسة بالروح، وارتجّت مصر من الداخل، فاستنجد حاكمها لا بسيفٍ، بل بوليّ يرى فيه العامة ملاذًا، وترى فيه الخاصة آخر أوراق النجاة».
رسالة في ليلٍ مضطرب
وأضاف: «من بين دفتي مخطوطة نادرة بعنوان "سيرة العاضد والرفاعي"، المحفوظة بدار الكتب المصرية، نقرأ أن العاضد كتب بخط يده: «يا سيدي أحمد، إن مصر في حاجة إلى بركاتك في هذه الأيام العصيبة».
وتذكر المخطوطة أن هذا الاستدعاء جاء بعد رؤيا مفزعة رآها العاضد ليلة النصف من شعبان، ظهر له فيها رجل نورانيّ من العراق، وأقسم له أن «الفرج لن يكون إلا على يد وليّ من البصرة».
كان الزمن يشتعل. من الشمال تهديد صليبي، ومن الداخل انقسام بين وزيرين، شاور وضرغام. لم يجد العاضد غير أن يلجأ إلى السماء... عبر رجل يعيش على أطرافها.
بغداد تراقب.. والرفاعي يجيب
في وثيقة محفوظة بالأرشيف العباسي في بغداد، نجد الخليفة المستنجد بالله يتلقى نبأ استدعاء الرفاعي إلى مصر. فيسأل أحد خاصّته الشيخ الصوفي: "أتذهب لمعاونة الفاطميين الشيعة؟"، فيجيبه الرفاعي: "أذهب لدعوة الناس إلى الله، لا إلى مذهب ولا سلطان."
تخوف العاضد من الرجل القادم من تكريت
مخطوطة "المنتخب من تاريخ مصر" تفصح عن همٍّ خفي راود العاضد:«كان يعلم أن جيش الشام يتقدّم، وأن وزيره شاور يخطط لأكثر من تحالف. لم يكن الغزو الصليبي وحده ما يخيفه، بل ظِلّ رجلٍ اسمه صلاح الدين بن أيوب».
في مخطوطة “التذكرة النورية” يرد قول منسوب إلى الرفاعي حين دخل قصر الذهب: "سيأتي من تكريت رجلٌ يملك مصر... فلا تصدّقوا شاور".
بحسب "بهجة الأسرار في مناقب الرفاعي"، دخل الرفاعي قصر العاضد، فخُيّل للحاضرين أن روحه تملأ المكان. جلس الخليفة أمام الشيخ لا كخليفة، بل كمستجير. عرض عليه الإقامة في القصر، فرفض.
وفي "الطبقات الكبرى" للشعراني :"قال الرفاعي: مساكن مصر من عوامّها أولى بي من قصور حكامها."لقد جاء ليُنذر، لا ليُقيم. جاء ليؤسس الزوايا، لا ليحمي العروش.
كرامات تُخفيها السياسة
سبع سنوات بعد هذا اللقاء، سقطت الدولة الفاطمية، كما تنبأ الشيخ. سجل ابن خلدون في "العبر":"كأن الرفاعي كان يقرأ التاريخ قبل أن يُكتب."
أما الأيوبيون، الذين ورثوا الحكم، فقد طمسوا أثر الزيارة. في مخطوطة "قلائد الجواهر"، ترد إشارة خافتة إلى زوايا أنشأها الرفاعي في القاهرة ودمياط، ما زال بعضها شاهدًا على أن الرجل عبر هنا، وترك أثرًا لا يمحوه تغيّر الحكّام.
من أخفى الحقيقة؟
يقول زايد: «السياسة تمحو ما لا يخدم سرديتها. ولأن الرفاعي لم يكن من خُدّام القصور، بل من رعاة الأرواح، أُقصيت قصته. لم يرد ذكر اللقاء في معظم كتب المؤرخين الرسميين. ولم يتجرأ أحد على ضمّ الرفاعي إلى قلب التاريخ المصري الرسمي».