من سطح منزله.. جرجس المنياوي صانع الناي والكولة: عملت شغل لفرق أوروبا |صور

تنبض ورشة صغيرة أعلى سطح منزل متواضع بأحد الأحياء الشعبية بحياة أنغام فرعونية أصيلة، بمركز سمالوط، شمال محافظة المنيا، حيث يحول الشاب «جرجس صبري» شغفه بالناي إلى تحف فنية تصدح في أرجاء العالم، وهذه القصة ليست مجرد حكاية نجاح، بل هي رحلة إصرار وتحدٍ، بدأت بشرارة عشق لألة الناي، وتحولت إلى مشروع يحيي تراثًا عريقًا.

«كانت البداية عندما أهداني شقيقي نايًا، ومنذ تلك اللحظة، سحرني صوته العاطفي الذي يعبر عن المشاعر بصدق»، بتلك الكلمات يصف جرجس بداية علاقته بالناي، التي قادته إلى تحدي الصعاب وتعلم صناعة الألة بنفسه.
قال جرجس صبري، أنه لم يكتف بالعزف على الناي، بل قرر أن يتقن صناعته متحديًا كل المعوقات، مضيفاً أن الفضل يرجع إلي دعم الدكتور محب بولس، الذي اكتسب خبرة واسعة من خلاله في صناعة الناي والكولة وحقائب الآلات الموسيقية.

واشار جرجس لـ نيوز روم، أن صناعة ناي واحد تستغرق حوالي 4 ساعات من العمل المتواصل داخل ورشته الصغيرة ليبدأ في تجهيز الأعواد وتصليحها، ثم تبدأ مرحلة التصنيع التي تتطلب دقة ومهارة عاليتين، مؤكداً أن طموحه لم يتوقف داخل الصعيد او نطاق مصر فقط، بل امتد ليشمل تصدير الناي إلى دول أوروبا وأمريكا وكندا، وصنع مجموعه من الناي و الكولة لفرق كبار المطربين ومنهم كاظم الساهر وجورج وسوف وعلي الحجار.

وأستكمل جرجس، أنه يحلم بنشر أسمه علي هذه الآلة في جميع دول الوطن العربي لأنها تعبر عن تراثنا وحضارتنا، مشيراً إلي التحديات الكبيرة في الحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار، خاصة مع تراجع الاهتمام بالآلات التقليدية وندرة نبات الغاب الذي يصنع منه الناي.
وأكد جرجس، علي أهمية هذه الحرفة قائلاً: التحدي الحقيقي هو الحفاظ على هذه الآلة من الانقراض، و أن الناي ليس مجرد آلة موسيقية، بل هو جزء من تاريخنا وتراثنا، ويجب علينا أن نحافظ عليه وننقله للأجيال القادمة.

وفي النهاية تٌعد قصة « جرجس صبري» هي حكاية شاب مصري استطاع من قلب الصعيد أن يحول شغفه إلى مشروع ناجح، وأن يحيي تراثًا عريقًا، وأن يصدر أنغامًا فرعونية أصيلة إلى العالم.