مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة يحذر من كارثة إنسانية بعد يوم دموي غير مسبوق

في يوم وصف بأنه "الأكثر دموية" منذ أسابيع، شهد قطاع غزة استهدافاً مكثفاً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى سقوط أكثر من 100 شهيد ومئات الجرحى، بينهم أطفال ونساء في ساعات الصباح الأولى فقط.
كشف بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، عن تفاصيل الكارثة الإنسانية التي تتفاقم وسط عجز المستشفيات عن استيعاب الضحايا وانهيار شبه كامل للخدمات الطبية.
و أكد زقوت في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" على أن القصف العنيف طال مناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في مدينة غزة وشمالها، حيث استهدف الاحتلال أحياء سكنية ومؤسسات صحية، بينها مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان، بالإضافة إلى إصابة مركز التوبة الصحي شمال القطاع.
وأشار إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق بكثافة في سماء غزة، مع استمرار إصدار أوامر إخلاء عشوائية تسببت بنزوح مئات العائلات التي "لا تعرف إلى أين تذهب".
وأضاف:الأوامر شملت مناطق وسط مدينة غزة، بما فيها محيط مستشفى الشفاء، أكبر المستشفيات في القطاع، ما يزيد من معاناة المدنيين والطواقم الطبية.
إغلاق المستشفى الأوروبي
و أفاد زقوت بأن المستشفى الأوروبي في خان يونس، الذي يعد أحد أهم المراكز الطبية في جنوب غزة، قد أُغلق بالكامل بعد تعرض محيطه لقصف متكرر، مما جعله عاجزاً عن تقديم الخدمات.
وأوضح أن هذا المستشفى كان يقدم خدمات جراحية متقدمة، مثل جراحات المناظير والأعصاب والعظام، مشيراً إلى أن إغلاقه "يفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع يعاني أصلاً من نقص حاد في الإمكانيات".
وحذر من أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب تحليق طائرات الكوادكوبتر المسلحة التي تمنع تحركاتها.
انهيار طبي
و وصف زقوت الإصابات الواردة إلى المستشفيات بأنها "خطيرة ومعقدة"، حيث يعاني معظم الضحايا من حروق شديدة، تهتكات في العظام، بتر الأطراف، ونزيف داخلي حاد.
وأكد أن المستشفيات العاملة في غزة "أصبحت غارقة في الدماء"، مع عدم قدرة الطواقم الطبية على التعامل مع الكم الهائل من الإصابات، خاصة مع استمرار القصف وتوقعات بتصاعد العنف مع حلول الليل.
واختتم مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، حديثه بتحذير صارخ: نحن أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة، والمجتمع الدولي يجب أن يتحرك فوراً لوقف هذه المذابح وإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي في غزة.