عاجل

العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة : كيف يؤثر الطعام على الرئتين؟

العلاقة بين النظام
العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة

لطالما ارتبط سرطان الرئة بعوامل معروفة مثل التدخين وتلوث الهواء، لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Metabolism بتاريخ 11 مارس 2025، تسلط الضوء على دور غير متوقع قد يلعبه النظام الغذائي في تطور هذا المرض الخطير. فهل يمكن لما نأكله أن يؤثر فعلاً على صحة الرئتين ويزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة؟

دراسة جديدة تكشف عن صلة بين التغذية وسرطان الرئة

أجرى فريق بحثي من مركز ماركي للسرطان بجامعة كنتاكي ومركز السرطان بجامعة فلوريدا دراسة متقدمة لفحص العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة، خصوصًا النوع الغدي (Lung Adenocarcinoma)، وهو الشكل الأكثر شيوعًا من بين أنواع السرطان الرئوي، إذ يمثل نحو 40% من الحالات عالميًا.

لماذا تُعد هذه الدراسة مهمة؟

وفقًا للدكتور رامون صن، أحد الباحثين المشاركين، فإن سرطان الرئة لا يُصنف عادة من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، مثل سرطان الكبد أو البنكرياس. إلا أن هذه الدراسة قد تكون الأولى من نوعها التي تقدم دليلًا علميًا على وجود رابط بين نوعية الطعام ونمو الأورام في الرئتين.


الجلايكوجين: الرابط الخفي بين الغذاء والسرطان

اعتمد الباحثون في دراستهم على خبراتهم في أبحاث سابقة حول مرض "لافورا" العصبي النادر، الذي يتميز بتراكم مادة الجلايكوجين (Glycogen) في خلايا الجسم. والجلايكوجين هو شكل من أشكال تخزين السكر، وقد وُجد أنه يتراكم بكثرة في بعض أنواع الأورام السرطانية.

ما علاقة الجلايكوجين بسرطان الرئة؟

عندما تناولت الفئران في التجربة نظامًا غذائيًا غربيًا غنيًا بالدهون والفركتوز، لوحظ ارتفاع مستويات الجلايكوجين في الدم، مما أدى إلى تسارع نمو الأورام السرطانية. وعلى العكس، عند تقليل مستويات الجلايكوجين، تباطأ نمو الورم بشكل ملحوظ.

أشارت النتائج إلى أن الجلايكوجين قد يكون مؤشرًا حيويًا يساعد في التنبؤ بسرعة تطور الورم، واحتمالات الوفاة لدى المصابين بسرطان الرئة.

التغذية كأداة للوقاية

يرى الباحثون أن تعزيز الوعي الغذائي ينبغي أن يحتل مكانة بارزة في استراتيجيات الوقاية من السرطان، إلى جانب مكافحة التدخين والتقليل من التعرّض للملوثات البيئية.

من أبرز التوصيات الوقائية

  • اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
  • تقليل استهلاك الدهون المشبعة والسكريات الصناعية.
  • الامتناع عن المشروبات الكحولية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • دعم السياسات العامة التي تشجع على العادات الغذائية الصحية.

ويضيف الدكتور ماثيو جينتري، أحد المشاركين في الدراسة، أن هناك بالفعل 3 أدوية تجريبية طُورت سابقًا لعلاج داء لافورا، قد تُستخدم مستقبلاً في علاج السرطان من خلال التحكم بمستويات الجلايكوجين.

أعراض سرطان الرئة

في كثير من الأحيان، لا تظهر أعراض سرطان الرئة في مراحله المبكرة. لكن من أبرز العلامات التي يجب مراقبتها:

  • سعال مستمر لا يزول مع الوقت.
  • خروج دم مع السعال.
  • صعوبة أو ضيق في التنفس.
  • صوت صفير أو أزيز أثناء التنفس.
  • فقدان غير مبرر للوزن أو الشهية.
  • شعور مستمر بالتعب والإرهاق.
  • آلام في الصدر أو العظام.
  • بحة في الصوت.
  • صداع مزمن.

بينما لا يزال التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة، تكشف هذه الدراسة الحديثة أن النظام الغذائي قد يكون له دور خفي ومؤثر في تطور المرض. إن التوجه نحو نمط حياة صحي يتضمن تغذية متوازنة وممارسة النشاط البدني لا يساهم فقط في الوقاية من السرطان، بل يعزز الصحة العامة على المدى الطويل.

تم نسخ الرابط