في ذكرى وفاة الشيخ أحمد العروسي.. تعرف على مسيرة الإمام العاشر للأزهر

تحل اليوم ذكرى وفاة الإمام الأكبر أحمد بن موسى العروسي، أحد أبرز شيوخ الأزهر الشريف الذي تولى مشيخة الأزهر عام 1192هـ، وترك بصمة واضحة في الحياة الدينية والسياسية بمصر خلال القرن الثامن عشر.
في السطور التالية يستعرض موقع نيوز روم أهم المعلومات عن الشيخ أحمد العروسي، الذي عُرف بحكمته وعلمه الغزير، وكان له دور مؤثر في حماية حقوق المصريين، وإرساء العدل، والتصدي للظلم.
من هو الشيخ أحمد العروسي
وُلد الشيخ أحمد العروسي عام 1133هـ/1720م في قرية منية عروس بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، ونُسب إليها فصار يُلقب بـ"العروسي"، حيث نشأ في بيئة صالحة، وحفظ القرآن الكريم في قريته، ثم سافر إلى الأزهر الشريف لاستكمال تعليمه، حيث برع في العلوم الدينية واللغوية إلى جانب دراسته الرياضيات، والفلك، والمنطق.

كان من أبرز شيوخه الإمام عبد الله الشبراوي، والشيخ أحمد الملوي، والشيخ محمد الحفني، حيث تتلمذ على أيديهم في علوم التفسير والحديث والفقه، كما درس صحيح البخاري وكتب الفقه الشافعي، وقرأ في الرياضيات والجبر والفلك على يد الشيخ حسن الجبرتي، والد المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي.
أهم المعلومات عن الشيخ العروسي
بعد وفاة الشيخ أحمد الدمنهوري، اجتمع العلماء وأهل الفقه والشريعة في الأزهر لاختيار شيخ جديد، فوقع الإجماع على الشيخ أحمد العروسي لما تميز به من علم وورع وحكمة.

تولى المشيخة عام 1192هـ، وكان من أبرز قراراته تعزيز دور الأزهر في نشر العلم والتصدي للفتاوى المغلوطة، كما عمل على توسيع حلقات التدريس وتنظيم الأوقاف التي تُنفق على الأزهر وطلابه.
مواقف الشيخ العروسي ودوره في حفظ الأمن
كان الشيخ العروسي شخصية قوية لا تخشى قول الحق، ووقف في وجه الظلم مرارًا، مما جعله محبوبًا بين العامة ومُحترمًا بين الحكام، ورفض استقدام جنود أجانب لحفظ الأمن، وذلك حينما طُرحت فكرة استقدام قوات غير مصرية لضبط الأمن، وأوضح للحاكم آنذاك أن تعزيز قوة الجيش المصري وزيادة رواتب الجند المحليين هو الحل الأفضل، وهو ما تم بالفعل.
كما تصدي لجشع التجار وقت الأزمات، وذلك خلال فترة غلاء الأسعار، حيث ضغط على الحاكم حسن باشا لوضع تسعيرة عادلة للسلع الأساسية مثل الخبز واللحم والسمن، وأصدر المحتسب أمرًا يُلزم التجار بالتسعيرة الجديدة، مما ساهم في تخفيف المعاناة عن الناس.
كما ساهم في إقالة الوالي أحمد أغا، حينما طغى على أهالي منطقة الحسينية، واشتكى الناس من ظلمه، فقاد الشيخ العروسي حملة ضغط على إسماعيل بك حتى أصدر قرارًا بعزل الوالي اتقاءً للفتنة.
مؤلفات الشيخ العروسي
ترك الشيخ العروسي إرثًا علميًا مهمًا، حيث ألف عددًا من الكتب، من أبرزها "شرح على نظم التنوير في إسقاط التدبير" و"حاشية على الملوى على السمرقندية"، وغيرها من المؤلفات التي أصبحت مرجعًا لطلاب الأزهر حتى الآن.
وفاته الشيخ أحمد العروسي
في يوم 21 شعبان 1218هـ، تُوفي الإمام أحمد العروسي بعد حياة حافلة بالعطاء، وخرجت جنازته من الأزهر الشريف في موكب مهيب حضره العلماء والأمراء والعامة، و دُفن بجوار صهره الشيخ أحمد العريان في منطقة باب الشعرية، وهو الشيخ الذي تنبأ له بأن يكون شيخًا للأزهر.

كما تولى اثنان من أبناء وأحفاد الشيخ العروسي، مشيخة الأزهر من بعده وهما "الشيخ محمد بن أحمد العروسي (شيخ الأزهر الرابع عشر 1818-1829م)، و"الشيخ مصطفى بن محمد العروسي (شيخ الأزهر العشرون 1864-1870م).