خالد أبو بكر: تحالفات ترامب مع الخليج مبنية على المصالح وليس العواطف

في تحليله السياسي لجولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخليجية لرسم التحالفات، التي تشمل زيارات إلى السعودية، وقطر، والإمارات؛ قدّم الإعلامي خالد أبو بكر، رؤية حادة وواقعية، تعكس تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن التفاهمات الحالية تُبنى على لغة المصالح، وليس العواطف، قائًلا: المصالح لا تُصالح بـ"ورق عنب".
جولة ترامب الخليجية
وخلال تقديمه لبرنامج "آخر النهار"، استخدم أبو بكر تعبيرًا لافتًا حين وصف بعض منتقدي الحراك الخليجي الأمريكي بقيادة دونالد ترامب بـ"عواجيز الفرح"، قائلاً: "في ناس قاعدة على جنب بتنتقد كل تحرك خليجي مع أمريكا، طب أنتم كنتوا هتصالحوا أمريكا بورق عنب؟"، في إشارة إلى أن التحالفات لا تُبنى على المجاملات، بل على النفوذ والتأثير.
وأكد أبو بكر أن العالم اليوم لم يعد يتحرك سوى بمنطق المصالح والقوة والمادة، ويعي ذلك دونالد ترامب، مردفًا: "اللي مش فاهم كده، يروح ينام"، مشيرًا إلى أن دول الخليج باتت تدرك تمامًا هذه المعادلة، وتتحرك وفقها بخطوات محسوبة، سواء من خلال الصفقات الاقتصادية أو التحالفات الاستراتيجية.
صفقات بالمليارات
واستشهد أبو بكر بصفقة قطر التي بلغت 200 مليار دولار، مع شركة بوينج الأمريكية، معتبرًا إياها ضربة اقتصادية موجعة للمنافس الأوروبي "إيرباص"، وانتصارًا لواشنطن على صعيد المصالح التجارية.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن السعودية وحدها خصصت 80 مليار دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، واصفًا هذه الخطوة بأنها ليست مجرد إنفاق مالي، بل تفكير استراتيجي يعكس وعي القيادة السعودية بمستقبل التكنولوجيا واقتصاد المعرفة.
عقلية ترامب
وشدد خالد أبو بكر على أن ما تفعله دول الخليج الآن هو دراسة شاملة لعقلية من يجلس في البيت الأبيض، أي فهم طريقة تفكير الإدارة الأمريكية وتحريك الملفات على هذا الأساس.
وأضاف: "الجلوس على طاولة المفاوضات لا يُمنح مجانًا، بل هو امتياز يُكتسب بناءً على الوزن العسكري، والموقع الجغرافي، والقدرات الاقتصادية، وهذه هي المعايير التي تطبقها دول الخليج بذكاء بالغ".

قراءة المشهد الدولي
واختتم أبو بكر تحليله مؤكدًا، أن دول الخليج باتت لا تنتظر الرضا الدولي بقدر ما تصنعه بنفسها عبر تحركات مدروسة تقوم على مصالح استراتيجية بعيدة المدى، مشيرًا إلى أن تلك الدول باتت أكثر وعيًا بمكانتها على خريطة السياسة العالمية، وأكثر قدرة على توظيف تحالفاتها بما يخدم أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي.