أشاد بمواقف مصر والسعودية وقطر وتركيا والإمارات
الشرع: رأيت حرص السيسي على نهضة سوريا.. ومحمد بن سلمان صدق ما وعد به

ألقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، مساء الأربعاء، كلمة شاملة أمام الشعب السوري، وصفها مراقبون بأنها «بيان سياسي ومجتمعي تأسيسي»، جاءت عقب لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، وإعلان وزارة الخزانة الأمريكية بدء رفع العقوبات عن سوريا، بدعم عربي وإقليمي غير مسبوق.
وفي كلمته، أعلن الشرع أن "سوريا لن تكون إلا أرضًا للسلام والوفاء"، مشيدًا بموقف الدول العربية التي دعمت الشعب السوري في مسيرته الجديدة، ومثمنًا وساطة الأمير محمد بن سلمان، التي وصفها بأنها "صادقة ومؤثرة" في إيصال صوت الشعب السوري إلى مراكز القرار الدولي.
سوريا تنهض من مأساة الحكم السابق
قال الشرع: "لقد مرت سورية بمرحلة مأساوية في تاريخها الحديث تحت حكم النظام الساقط، قُتل فيها الشعب وهُجّر الناس وغُيّبوا في سجون الظلام، وارتفعت أصوات المعاناة عالياً، وهُدّمت مقدرات الدولة ونُهبت، وتحولت إلى بيئة طاردة لأهلها وأشقائها والعالم."
وأكد أن المرحلة الانتقالية بدأت منذ ستة أشهر بخطة إنقاذ متكاملة، شملت حفظ الوحدة الوطنية، فرض الأمن، تشكيل الحكومة، إعداد الإعلان الدستوري، وإطلاق المؤتمر الوطني، مع جهود دبلوماسية مكثفة لإعادة سوريا إلى الساحة الإقليمية والدولية.
إشادة واسعة بالدور المصري والعربي
وقف الشرع طويلاً عند المواقف العربية، قائلاً: "التقيت الأمير محمد بن سلمان، ورأيت في عينيه حباً كبيراً لسوريا... وزرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تحمّل ودولته أعباء السوريين لأربعة عشر عامًا... كما التقيت الشيخ تميم بن حمد، الذي صبر معنا منذ لحظة الثورة، والشيخ محمد بن زايد الذي فتح أبواب الإمارات لإخوانه السوريين، وكان أول من بارك لنا الملك حمد بن عيسى ملك البحرين."
كما خص بالشكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلًا إنه لمس فيه "حرصًا كبيرًا على نهضة سوريا وإعمارها"، إلى جانب إشادته بمواقف العراق، ليبيا، الجزائر، المغرب، السودان، اليمن، وسلطنة عمان.
دعم أوروبي وموقف أمريكي حاسم بقيادة ترامب
وأعلن الشرع عن لقاءات جمعته مع قادة أوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرًا إلى دعم مبكر لرفع العقوبات، إضافة إلى تجاوب من دول كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، ثم لحقت بها بريطانيا.
وفي لحظة مفصلية، قال الشرع: "صدق محمد بن سلمان بما وعد، وصدق أردوغان، وصدق الأمير تميم، وصدق الشيخ بن زايد، واستجاب الرئيس ترامب لكل هذا الحب، فكان القرار الشجاع برفع العقوبات."
ووصف قرار ترامب بأنه "تاريخي وشجاع، أرسى أسس الاستقرار في المنطقة".
دعوة للوحدة والاستثمار.. وسوريا لكل السوريين
في خطابه، شدد الشرع على أن "سوريا لن تُقسم، وستكون لجميع أبنائها بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم"، داعيًا إلى التلاحم بين الداخل والخارج، ومثمنًا الدور الذي لعبته الجاليات السورية في الخارج في التأثير على الرأي الدولي.
ودعا المستثمرين من أبناء سوريا حول العالم إلى العودة، قائلاً: "نرحب بجميع المستثمرين من أبناء الوطن في الخارج، وندعوهم لاستثمار الفرص في مختلف القطاعات."
العمل بدأ.. ونبني سوريا بالعلم والازدهار
اختتم الرئيس السوري كلمته بالتأكيد على أن الفرحة الحقيقية ليست فقط برفع العقوبات، بل بوحدة القرار والتوجه، وبالإخوة الصادقة التي لم تخيّب أمل السوريين.
وقال: "الطريق لا يزال طويلًا، واليوم بدأ العمل الجاد، وبدأت معه نهضة سوريا الحديثة، لنبني سوريا معًا نحو التقدم والازدهار والعلم والعمل."