دراسة تحذر: أدوية فقدان الوزن قد تزيد من خطر فقدان البصر

حذرت دراسة أجريت مؤخراً من أدوية فقدان الوزن المعتمدة على سيماغلوتيد، مثل “أوزيمبيك” و”ويغوفي”، والتي يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم لإنقاص الوزن. الدراسة، التي شملت أكثر من 37 مليون شخص، أظهرت أن هذه الأدوية قد تعرض مستخدميها لخطر الإصابة بحالة نادرة ومؤلمة تعرف بـ “الاعتلال العصبي البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني” (NAION)، والمعروفة أيضًا باسم “سكتة العين”، التي قد تؤدي إلى فقدان دائم للرؤية.
تحدث هذه الحالة عندما يتم انسداد الأوعية الدموية التي تغذي العصب البصري بالدم، مما يحرم العصب من الأكسجين ويتسبب في تلفه. ورغم أن الخبراء أكدوا أن الخطر الكلي لهذا النوع من الإصابة لا يزال منخفضًا، إلا أنهم حذروا من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد العلاقة الدقيقة بين استخدام سيماغلوتيد والإصابة بهذه الحالة.
من جانبها، قالت دراسة منفصلة نشرت الشهر الماضي إن الانخفاض السريع في مستوى السكر في الدم الذي تسببه أدوية مثل سيماغلوتيد يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في العين، مما يسبب تورمًا وتلفًا في الشبكية.
وقد تم الإبلاغ عن حالات عدة لأشخاص أصيبوا بالعمى أو فقدوا جزءًا من رؤيتهم بعد تناول سيماغلوتيد أو تيرزباتيد، وهو العنصر النشط في دواء “مونجاروا”، الشائع أيضًا لفقدان الوزن. في إحدى الحالات، أصيبت امرأة في الخمسينيات من عمرها بالعمى في عينها اليسرى في اليوم التالي لأول حقنة من سيماغلوتيد، وبعد توقفها عن تناول الدواء، تحسنت رؤيتها بشكل ملحوظ، ولكن مع إعادة استخدام الدواء، عادت مشكلة فقدان البصر.
يُقدر أن حوالي نصف مليون شخص في المملكة المتحدة و15 مليون شخص في الولايات المتحدة يستخدمون هذه الأدوية لفقدان الوزن، مما يساعدهم على خسارة ما يصل إلى 20% من وزن الجسم في بضعة أشهر فقط. لكن الأطباء حذروا من أن الأدوية قد تكون مصحوبة بمخاطر صحية أخرى، بما في ذلك مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك وآلام المعدة.
بينما تتزايد التقارير حول الآثار الجانبية لهذه الأدوية، لا تزال الهيئات الصحية في عدة دول، بما في ذلك الدنمارك، تجري تحقيقات حول الروابط المحتملة بين استخدام سيماغلوتيد وفقدان البصر. وقد دعا الأطباء إلى ضرورة تقييم فوائد هذه الأدوية بشكل دقيق مقابل المخاطر الصحية المرتبطة بها.
في نفس السياق، حذر مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة من استخدام هذه الأدوية دون وصفة طبية، مؤكدين أن الأدوية الموصوفة لفقدان الوزن يجب أن تقتصر على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو مشاكل صحية مرتبطة بالوزن.
المصدر: dailymail