عميد إعلام الأزهر: التواصل الاجتماعي واقع معاصر يحتاج ضوابط شرعية ودعوية

شارك الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد كلية الإعلام بنين بجامعة الأزهر، في فعاليات ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، والذي عُقد تحت عنوان: "شبكات التواصل الاجتماعي بين الإيجابية والسلبية"، وذلك في رحاب الجامع الأزهر، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واعتماد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.
وشارك في الملتقى، إلى جانب عميد كلية الإعلام، الدكتور صالح عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور محمد مصطفى يحيى، المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وذلك عقب صلاة المغرب في الظلة العثمانية بالجامع الأزهر.
وخلال كلمته، أشاد الدكتور رضا أمين بجهود الأزهر الشريف في تنظيم مثل هذه الملتقيات الفكرية التي تتناول قضايا تمس واقع الناس اليومي، مؤكدًا أن تعاليم الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، وأن الشريعة الإسلامية تمتاز بمرونتها وقدرتها على مواكبة المتغيرات، مع الحفاظ على الثوابت والقيم.
كما دعا أن يحفظ الأزهر الشريف وعلماءه، وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لما له من دور بارز في ترسيخ الخطاب الديني الوسطي المعتدل، والتصدي للتحديات الفكرية المعاصرة.
ضوابط شرعية عند استخدام شبكات التواصل
وأكد عميد كلية الإعلام أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان المعاصر، مشيرًا إلى أن الإحصائيات العلمية تشير إلى أن الفرد يقضي ما بين 4 إلى 5 ساعات يوميًا في استخدام هذه الوسائل، ما يستدعي التوعية بضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية عند التعامل معها.
وأوضح أن شبكات التواصل لا يمكن الحكم عليها بالشر المطلق أو الخير المطلق، بل هي سلاح ذو حدين، وقد تحمل في طياتها وسائل للهداية أو أبوابًا للفتنة، على حسب استخدام الفرد لها.
تحذير من سلبيات منصات التواصل
وحذر الدكتور رضا أمين من سلبيات وسائل التواصل، لا سيما انتشار الشائعات والأخبار الزائفة، والمحتويات التي تروج للفجور وتخدش الحياء، إضافة إلى الانخراط في مجتمعات الغيبة والنميمة الرقمية، مؤكدًا أن هذه السلوكيات تهدد استقرار المجتمعات وتتنافى مع قيم الإسلام السمحة، كما تمثل خطرًا على وحدة الوطن الذي أمرنا الشرع بحمايته والولاء له.
وأشار إلى أن من أهم إيجابيات هذه الوسائل إمكانية توظيفها في الدعوة إلى الله، ونشر المعرفة، وطلب العلم في جميع مجالاته، سواء الشرعية أو الدنيوية، داعيًا الشباب إلى استثمار تلك المنصات فيما يعود بالنفع على أنفسهم ومجتمعاتهم والإنسانية جمعاء.
واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية استمرار هذه الحوارات المجتمعية في رحاب الجامع الأزهر، بما يعزز الوعي العام ويكرس القيم الأخلاقية في التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة.